◊۩二 رمضــان كريم .. وأعاننــا الله على صيــامه وقيامه 二۩◊

>>{ تضــ ح ــيــــة الــــ ح ــــب }<< الجزء الرابع

( 4 )
( بحثاً عن أمل )

الآمـال .. كلمـة تعصف قلوب العاشقين , وتجتـاح أنفس البائسين
يحدوهم الشوق لهـا .. ويتمنون أن تقترب .
الآمـال .. حروف أربع لسعادة قد تتحقق .

العواصف تجتاح أبطـالنـا والدنيـا تسير بهم إلى حيث لا يعرفون !

مي وسالم .. عشق سعيد !
محمد وسارة .. عشق تعيس وحلم بعيد !

،،،

- سبحان ربي الأعلى .. سبحان ربي الأعلى .. سبحان ربي الأعلى .. يا ألهي رحمـاك ألطف بعبدك , وأسعدهـ , وأجعله من عبادك الطائعين .. يا ألهي اشف مرضى المسلمين , وأشف مبتلاهم , واشف زوجتي , اللهم يا رب أخلف لي ولياً يرثني , يا رب ليس لي إلا أنت أدعوك فلا ترد عبداً راجياً .. اللهم صل وسلم على نبينا محمد .

الله أكبر ..

طوى سجادته ووضعها في أحد الأدراج المخصصة لهـا ثم أوقظها لصلاة الفجـر ..

لم يتبق سوى يومين على الرحلة لـ ( بريطانيا )

واليوم هو ليلـة الفرح .. ليلة العمر .. ليلة ستبقى في قلب مي وسالم طول العمر

،،

أفاقت باكراً فاليوم زفافهـا وفرحهـا ومن الواجب أن تكون ( ملكة ) الليلة بجمالها وأناقتها وهي كذلك حتى قبل أن تتجمل فهي من ملكات جمال العائلة ..

ذهبت إلى أحد صالونات التجميل الكبيرة والفخمة في البلدة وعندما انتهت رجعت للبيت ..

- ما شاء الله تبارك الله .. اللهم أني أعوذ بك من شر كل حاسد .

ضحكت خجلاً ثم دمعت عينيهـا وما إن لاحظ محمد دموع أخته إلا أن قال :
- هكذا الحياة فلماذا الدموع ؟

فقالت :

- خوفاً من مستقبل مجهول .

فوضع يده على فمها وقال :

- لا تدعي الحاضر الجميل يروح ويفوت وأنت لم تستغلي كل لحظة فيه , ابتسمي واتركي المستقبل للمستقبل .

وتركهـا لأن أمها تناديهـا ..

وانتهت الحفلة بابتسامات عذبة ودموع غزيرة وفرح وسعادة , وغادر ( العرسان ) إلى أوربـا إلى حيث الأحلام !


,,

ركبـا في الطائرة .. وجلسا في مقعدهما المخصص كانت سارة على يمينه وبجواره في الطرف الآخر رجل في بداية الثلاثينات كما توقع محمد حليق اللحية خفيف الشارب بشرته سمراء مائلة للبياض وابتسامته لا تفارق وجهه الجميل دائم الشرود بجواره عكازين أثار محمد ذلك فالتفت إليه بعد نصف ساعة من ركوبهما وقال :

- السلام عليكم

ومد يده ليصافحه

مد الغريب يده وقال :

- وعليكم السلام .

تحول نظر محمد إلى الأرض إلى حيث رجلا الغريب ثم قال :

- ماذا تفضل أن أناديك به ؟

فقال الرجل :

- أبو خليل .. أسمي إبراهيم الـ ..... .

لحظة صمت قطع حبلها إبراهيم بقوله :

- أراك دائم النظر إلى رجلي .. لا تتعب نفسك في التفكير سأخبرك بالقصـة ..

ثم بدأ في سرد أحداث القصة ..

- تهوري قادني لهذا الشيء لم أترتدع إلى أن وقعت الكارثة التي كانت بعد زواجي بسنتين أي قبل ثلاثة أعوام كنت أقود السيارة بسرعة جنونية فانحرفت السيارة وارتطمت بأحد أعمدة الإنارة كانت نجاتي معجزة فلو نظرت إلى السيارة لقلت : رحم الله صاحبها .

سكت قليلاً ثم أردف :

- الحمد لله على كل حال نجوت ولكن بغيبوبة , مكثت في المشفى شهرين لم أفق فيهـا , وتفاجأت بأني لا أستطيع الحراك بعد محاولات لمعرفة السبب أخبروني بأني مشلول شلل نصفي فبدأت رحلة العلاج بعد عام كامل من الحادث هنا في بريطانيا حيث أجريت عدة عمليات جراحية تكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد ولم يتبق سوى القليل وأعود على طبيعتي إن شاء الله .

بعد صمت طويل تكلم محمد :

- هل كان أحد ما معك في السيارة لحظة الحادث ؟

لم يستطع إيقاف دموعه وهو يجيب :

- كان معي أعز أصدقائي وانتقل إلى رحمة الله .

- ( الله يرحمه ) .

وصمت الاثنان برهة من الزمن ليطلب إبراهيم كوباً من القهوة من المضيفة ثم يخرج جهاز الكمبيوتر المحمول ويري محمد سيارته السابقة التي انتهى بها المطاف في حادثه الشنيع ..
ولما رآها قال محمد ضاحكاً :

- الحمد لله على سلامتك .. نجاتك كانت معجزة .

بابتسامته المعتادة قال :

- الحمد لله على كل حال .

فقال ( محمد ) بعد تفكير طويل :

- هل لديك أبناء ؟

أتاه الجواب مباشرة وكاملاً :

- نعم .. لدي خليل وهديل . خليل في الرابعة وهديل في الثانية .

فقال محمد :

- ما شاء الله تبارك الله , جعلهما الله عباداً صالحين .

مرت الساعات .. يتحدثون , يضحكون . مرة مع إبراهيم صديقه الجديد , ومرة مع سارة حبيبته .. لم يمل فيها ولا هي فقد كانت تفرح عندما يكلمها وتستمتع بكلماته عندما يتحدث مع إبراهيم ولكن سكاكين اخترقتها لحظة من الزمن عندما سمعت إبراهيم يقول بفرح ( نعم .. لدي خليل وهديل . خليل في الرابعة وهديل في الثانية ) .. ليس حسد فقد دعت لهم بالصلاح والهداية وإنما حزن على زوجها تمنت أن يكون في قادم السنوات أباً يفرح بأبنائه ويفتخر بهم ما أجمل اللحظات عندما يكون لك أبناء صالحين يحملون أسمك في كل مكان وتفتخر بهم في أي زمن , يا لها من لحظات جميلة تمنتها سارة في خيالها .


انتهت الرحلة بصداقة بين محمد وإبراهيم فرحت بذلك سارة كثيراً حيث أنها تخشى أن يصيب زوجها الملل عندما تكون في المشفى .
،،


همـا الآن في مدينة ( الحرية المزعومة ) مدينة ( الضباب ) وساعة الـ ( Big Ben ) الشهيرة ذات الوجوه الأربع والطول الشامخ .. هما الآن في رحلتين ( رحلة علاج , ورحلة سياحة ) .. فقد قررا أن يسافرا قبل موعد العملية بأسبوع ونصف حتى يكون جزءاً من الرحلة للسياحة .

الساعة الآن تشير إلى الرابعة عصراً

وضع جسمه بكل قوة على السرير من التعب فضحكت عليه وقالت :

- أقل شيء يجب أن تعمله أن تغير ملابسك .. أكل هذا إرهاق ؟

قفز من السرير بنشاط ضحكت عليه سارة وذهب لإدخال حقيبته وأخرج منها ملابس للنوم وقال : اليوم لن نخرج إلا للعشاء .. أريد أن أنام .

تذكرت شيئاً مهماً فقالت له : صليت الظهر والعصر أم لا ؟

فضحك منها وقال : نعم .. ألا تذكري في الطائرة عندما ذهبت أنا ومحمد للصلاة .

،،

- محمد .. محمد , محمد .. محمد

تحاول أن توقظه , لكن لا حياة لمن تنادي فاتصلت على الاستقبال وطلبت كوبين من القهوة ثم ذهبت إليه لتوقظه فرأته في الحمام تركته وخرجت .

توضأ وصلى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ثم توجه إليها ..

وقال ضاحكاً :

- لماذا لم توقظيني .

فابتسمت له وقالت :

- مساء الخير .

فرد :

- مساء النور .

ناولته القهوة وجلسا يتحدثان فترة طويلة ثم انطلقا إلى أحد المطاعم العربية ليتناولا طعام العشاء .

،،



مرت الأيام بسرعة .. كانت رحلة ممتعة في أجواء ( لندن ) الجميلـة مروراً حديقة الهايد بارك الرائعة والتي غالباً ما تكون مليئة بالعرب والخليجيين في فصل الصيف إلى ( London Eyes ) والتي يمكن لراكبها أن يشاهد لندن بكاملها إلى ( Thames River ) نهر التايمز الجميل والذي يقع عليه جسر برج لندن ومن الأماكن والمتاحف الكثير التي ذهبوا إليها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق