◊۩二 رمضــان كريم .. وأعاننــا الله على صيــامه وقيامه 二۩◊

>>{ تضــ ح ــيــــة الــــ ح ــــب }<< الجزء الأول

تضحية الحـــب
9 / 9 / 2008
بقلم / خالد البراهيم



( ١ )



( أمل محطم )

أغلق التلفاز فجميع البرامج تافهة ومملة ومسلسله المفضل لم يأت هذا اليوم والدوري المحلي لبلاده قد انتهى فلا وجود للمباريات .. أرخى رأسه قليلاً على الأريكـة في وسط غرفـة المعيشـة ثم أمسك بكوب القهوة يرشفـه ببطء وخياله يذهب بعيداً إلى حيث لا يدري ..!

مرت بضـع دقائق وهو على تلك الحال حتى أفاق على صوت يطلبـه ..

_ محمد .. محمد
_ نعـــم أمي .. هل تريدين شيئـاً ..؟
أقبلت إليـه ثم قالت :
_ العشـاء جـاهز .. هل ستأتي ..؟

فأجاب بسرعـة :
_ عذراً أمي .. سأخرج مع صديقي لتناول العشاء في الخارج .

فولت عائدة وتركته شارد الذهن فيمن ؟ .. لا يدري ..!

خرج من منزلـه واتجه إلى المكان الذي اتفق مع صديقه لتناول العشاء فيـه .. وصل إليـه .. فوجد صديقه وصل للتو .. تصافحــا واتجهـا إلى الطاولة التي اعتادا الجلوس عليها .. أتى النادل ... وما إن رآهما حتى كتب طلبهمـا المعتاد دون أن يسألهما .....

الصمت مخيم في المكان .. وبالتحديد في طاولة صاحبينا وليس هناك إلا صوت خافت يصدر من جهاز التسجيـل يبعث بعض الموسيقى الهادئة في أرجاء المطعم ...
قطع حبل الهدوء خالد ..

_ ما بالك يا محمد ..؟ أين ضحكتك الدائمة وبسمتك الحالمة وكلامك الجميل وقصصك الرائعـة .. أحكلي عن ماذا أصابك ..؟

صمت أيضاً .. بانتظار إجابـة .. بانتظار كلمة .. بانتظار تحرك الشفاه .. ثانية ... دقيقة ... 5 دقائق .

ثم أتى الجواب ..

_ لا أدري !!!!

لم يكن الجواب مقنعا لخالد فهو الذي يعرف صديقه منذ أن كانا في المرحلة الابتدائية وهاهما الآن في نفس العمل في إحدى مكاتب الاستشارات الهندسية وعمرهما الآن تجاوز الـ ٢٦ ربيعا .


لم يتجاوز صمتهما عدة لحظات إلا وقال خالد :
- لا أعتقد أنك لا تدري وأنت على هذا الحال ..
قطع كلامهما صوت النادل وهو يأتي بالطعام ثم ذهب ..
مد خالد يده فتناول اللقمة الأولى والثانية ثم الثالثة وهو ينظر إلى رفيقه الذي لم يسمح لنفسه لأن تأكل .
ابتسم خالد وقال :
- كل هذه الأفكار وأنت لا تدري .

ثم أردف بضحكة خفيفة :
- ( اللي ماخذ بالك يتهنى به ) .

كان الجواب أنه لم ينبس ببنت شفة إلا أنه رفع يده لتناول ( السلطة ) .
آثر خالد السكوت وفضل أن يحكي صديقه ما باله دون أن يلح عليه .
لم يخب توقعه فما هي إلا لحظات حتى بدأ يشكو همه لصاحبه ..


- إنها قصة طويلة يا صاحبي .. وقضية عائلية طرفاها أمي وزوجتي .
لم يكمل حديثه لأن خالد قاطعة بقول :
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. مالمشكلة ..؟

خرجت آهة من محمد وبعدها قال :
- مضى من زواجنا عام كامل وزوجتي لم تنجب وأمي تلح علي بأن أتزوج أخرى عليها وأنا رافض للفكرة والمشكلة الأخرى أيضا أن أمي أصبحت تكره زوجتي سارة وترفض أن تراها .

بحزن على حال صديقه نطق خالد :
- وماذا عن زوجتك ؟
ثم أردف بعد تفكير عميق :
- أين هي الآن ؟ فأنت تعيش في بيت أهلك !

بألم نطق محمد :
- هي الآن في بيت أهلها ولها قرابة الأسبوعين .

لم يرغب ( خالد ) مواصلة الحديث فهو لا يعرف كيف يحل مشكلة صديقه فما كان منه إلا أن قال :
- ( الله يكتب لك اللي فيه الصالح ) .

سكون عم المكان مرة أخرى .. وأكملا تناول طعامهما بصمت ثم توادعا .

أتجه محمد إلى منزله في وقت متأخر فقد أخذ يجول في شوارع المدينة بلا هدف !..

وعندما دلف ( محمد ) إلى داخل البيت وجد أمه في استقباله ..
- السلام عليكم أمي .
- وعليكم السلام .

ثم قالت :
- لماذا تأخرت يا ولدي فالساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل .
- تعطلت السيارة وأنا في طريق العودة ..

لم يعرف لماذا ( كذب ) على والدته سوى أنه لا يريد أن يتناقش مع والدته فرأسه مصاب بالصداع بسبب كثرة التفكير .


أتجه إلى فراشه .. واستلقى ولم يغمض له جفن .. حياته أصبحت كلها ( أحلام وخيالات وتفكير ! ) .

هناك تعليقان (2):

  1. كان لي الشرف ( حقيقة ) بالتجول في ربوع مدونتك في ميلادها الجديد الأول .

    سعدت بما رأيت من جمال تصميم وروعة تنسيق وابداع طرح .

    ما اسعدني أكثر هو أن المدونه تعني العودة لامتاعنا بكتاباتك أخي خالد .

    ردحذف
  2. لا جديد فالفيلسوف قلم اعتدنا منه على مصافحة
    العقول بكلماته المميزه .. واسطره الرائعه !
    قلم يخاطب القلب .. جدير ان يخترق العقول بسلاسته !
    ننتظر مع هذه المدونه كل جديد لك ! موفق ياربي!

    ردحذف