◊۩二 رمضــان كريم .. وأعاننــا الله على صيــامه وقيامه 二۩◊

.:: !| وبـقـي وحـيــدا ..! |! ::.


خلف تلك الأوراق يوجد قلمي مستلقيا ليستريح من عناء نقش مداده على صفحات الكتاب البني
الجميل .
أمسكت بذلك الكتاب واحتضنته بصدري كي أزيح حزن فؤادي .
بعدها ألقيته جانبا أريد أن أرتاح أريد أن أغادر لعالم جميل لا حزن فيه ولا ألم . أمسكت بالكتاب مرة
أخرى وفتحت الصفحة الأولى :
دقات عقارب الساعة تسابق الزمن وصوتها يتردد في أذني .
مضت ثواني .. بل دقائق .. بل ساعات .. الشمس تميل غربا والعصافير تغادر سربا سربا والليل يعلن
القدوم ليختبئ خلفه النهار معلنا الرحيل .. آهة مكتومة .. وبسمة مرسومة .. مزيج من الفرحة
والحزن فأختلطت مشاعر الفرح والحزن و سقطت دمعة فاتبعتها أخرى وتلتها ثالثة ثم ملأت الدموع
محياي ولم أفسر معناها هل هي دموع الفرح أم الحزن ..؟
الخوف يدب في قلبي وشفتاي تهتز رعبا لا أدري ماذا أصابني فصوت الممرضة يتردد في مخيلتي
فاختفت الابتسامة أهناك ابتسامة في لحظة الخوف ..؟
- الولد خرج بخير .. أما أمه فهي تصارع لأجل البقاء .
هكذا نطقت ببرود !حطمت شموخي كرجل .سهاما أطلقتها علي .!فاغتالت قلبا فرح .
دار في ذهني صوت ضحكتها العذبة وفرحتها عندما علمت بحملها بل فرحتي أنا .
رفعت يدي للسماء .. دعوت الله .. وأخلصت لها الدعاء عسى أن يشفيها أو يغفر لها .
وبينما أنا كذلك سمعت بكاء طفلي فهويت بكل ثقلي فالصوت أخبرني بالفاجعة ..!
طويت الكتاب ودار بي الزمن للوراء فادمعت مقلتي لحظة تخيل الحادثة وكيف كان وقع وفاتها مأساويا
بالنسبة لي كم تمنيت قربها إلي وتربيت أبني عمر ولكن الموت أسرع ولايعرف أحدا فإلى اللقاء يا أم
عمر في جنة الخلد التي لاموت فيها ولا فراق ولا ألم .
أفقت في الصباح والكتاب بجانبي فقد غلبني النوم ليلة البارحة وفتحت الصفحة التالية :
حياة الضياع بفقدها ..
والحنين أرقني .. والشوق أتعبني .. والفراق ما أقساه .. والدموع لاتقف .. والليل طويل فلا شمس
أراها ولا صبح .
فترة من الزمن بقيت معتزلا في غرفتي التي أسميتها الصومعة لا أخرج منها إلى لحاجة لي أو لطفلي
فقد كرهت الخروج ورؤية الناس فالحب قاتل وقد أصابني بسهم من سهامه ولا أمل في عودة الحبيبة .
كنت لا أخرج حتى لا يرى أحدا دموعي فيعزيني لفقدها .
أستمر بي الحال سنوات عدة فكنت قليل الإحتكاك بالناس أقوم برعاية طفلي وألبي احتياجاته حتى جاء
ذلك اليوم الذي ألتحق فيه بمقاعد الدراسة .. تحسنت حالتي وعادت كما كانت سابقا ولكن مازال جرح
فراقها في قلبي .
أغلقت الكتاب واتجهت لعملي .
وعندما عدت وجدته يستقبلني عند باب المنزل وقد تخرج من الثانوية العامة العام الماضي والتحق
بكلية الطب فهذا كان حلم والدته بأن يكون أبنها طبيبا .
دخلت إلى المنزل وأمسكت بالكتاب وكتبت في آخر صفحاته :
الزهور تذبل فتتبعها زهور .والماء يتخبر وبعد ذلك يتكثف .بقيت وفيا لها فلم أتزوج ..!حققت وصيتها فصار أبني طبيبا ..!سأرتاح فقد سئمت وتعبت !!
بعدها كتبت في أسفل الورقة :
كن طامحا مجدا كما ربيتك ..!لا تنظر إلى الوراء فيفوتك ماهو أمامك ..!
(( أغلق القلم وأمسك قلبه وهوى كتابه البني على الأرض وتركني يتيما وحيدا بلا أب ولا أم ))هذا ما كتب عمر في الغلاف الخارجي من كتاب والده ..!
تمت ,,
كتب/ خالد البراهيم
15 / 2 / 2008

هناك تعليق واحد:

  1. آنتبه لآتجعل قلمكـ يتوقف فآنت مبدع بمعني آلكلمه ...

    ردحذف