◊۩二 رمضــان كريم .. وأعاننــا الله على صيــامه وقيامه 二۩◊

>>{ تضــ ح ــيــــة الــــ ح ــــب }<< الجزء الثالث

( 3 )

( الحقيقـــة )

تلون وجهها احمرارا .. كم كانت تحبه ولم تتوقع أن يأتي لخطبتها .. هذا حال مي وهي تسمع أبيها يأخذ رأيها في طلب ابن عمها سالم للزواج منها .

سكتت خجلا وموافقةً وذهب والدها إلى ( المجلس ) إلى حيث يوجد أخيه وابنه وأبناءه وبشرهم بالموافقة .

لحظات جميلة يعيشاها ليلتها ( وأقصد هنا سالم ومي ) ..
تخطيط للمستقبل .. أحلام .. آمال .. البحث عن حياة ممتعة بلا آلام ..
مجرد أحلام سرعان ما تتبخر مع مصاعب الحياة ومتاعبها !
..
مر أسبوع بسرعة البرق وأتجه ( محمد ) إلى المشفى عصراً ليأخذ نتائج التحاليل‎ ‎وكانت النتيجة أنه معافى وقرر أن يأتي ومعه ( سارة ) صباح الغد لتجري هي الفحوصات فألتقط هاتفه النقال من جيبه وأخذ يعبث بأزراره إلى أن قال :

- السلام عليكم .
- مساء الخير .
-‏ كيف حالك ؟
- إنني الآن آتي إليك وأريدك أن تكوني بجواري حتى صلاة المغرب ..
- 5 دقائق وأنا عند الباب .
- مع السلامة .

أقفل الهاتف وابتسامته تزين وجهه الملتحي بلحية صغيرة مشذبة بعناية ..

وصل إلى بيتها ولم ينتظر طويلا إلا وأخيها حسان الذي يكبره بعام يخرج من الباب فنزل من السيارة وصافحه وما لبثا أكثر من دقيقة فخرجت وصافحت محمد وركبت السيارة ..

ودع ( محمد ) حسان ولكن حسان أمسكه وقال له بصوت خافت :
- أتمنى أن تنحل المشكلة فأختي متعبة قليلاً .

بصوت حالم قال محمد :
- إنني أسعى جاهدا لحلها فهي زوجتي وروحي وكياني .

ابتسم حسان وتوادعا ..

ركب السيارة وأدار مفتاح التشغيل ثم أمسك بيدها وقبلها وقال :
- ما رأيك أن نذهب إلى ( مقهى العشاق ) (( ليس هذا أسمه ولكنه يفضل أن يسميه بذلك )) ما رأيك ؟ ..


بمجرد أن قال ما رأيك .. تناهى إلى مسمعها صوت ضحكتهما وهو يقول لها :
- كيف تعلمين ( أبنائك ) الأكل وكوب القهوة لا تعرفين إمساكه .. ثم ذهب ليحظر ( مناديل ) ليمسح ملابسها وعندما رجع وأراد أن يمسح ملابسها ارتطمت يده في كوبه وسقط على ثوبه فضحكا وقالت وهي تضحك :
- أبنائي هم أبناءك .


دمعة يتيمة سقطة من عينيها ولم تنتبه إلا وهو يقول لها :
- ما رأيك ؟
ردت بسرعة :
- موافقة
فقال لها :
- ما بالك ؟
- لا شيء .. لاشيء .

احتسيا كوبا القهوة وهما صامتين ثم قال :
- كما تعلمين أن زواجنا مر عليه عام كامل وأنت حتى الآن لم تنجبي .
توقف لما رأى دموعها ثم قال :
- لا داعي للدموع فهذا أمر الله وقضاءه ولا اعتراض لأمر الله لكني أريد أن تنتهي المشكلة حتى أنتهي من تضجر أمي .

صمت قليلا ثم أردف :
- وأنا أجريت بعض الفحوصات والتحاليل ..
رفع رأسه إليها فرآها تنصت باهتمام لما يقول فأكمل :
- وتبين بأني سليم .
تنهدت وهي تقول :
- الحمد لله .. خفت عليك .
فقال بصوت هادئ :
- ما رأيك أن نذهب أنا وأنت غدا صباحا إلى المشفى ؟
بصوت أهدأ قالت :
- لك ما تريد .

بعد أسبوع ..

- أنت زوجها ؟
- نعم ..
- تعال معي إلى المكتب .
دخل إلى مكتبه وخلع معطفه وجلس على الكرسي ثم قال :
- حاليا لا تستطيع الإنجاب فعندها ضعف في الرحم تحتاج لعملية جراحية ولا داعي للقلق فهي سهلة .
صمت عم المكان لثواني فقد كان الخبر محزنا له فكيف بـ ( سارة ) ؟
- ومتى تجري العملية الجراحية ؟
- في أي وقت .
بعد تفكير طويل قال محمد :
- إجازة الصيف بعد شهر سآتي إليك فيها .
تذكر ( الطبيب ) شيئا فقال :
- لدي في ( لندن ) بعض الاجتماعات والعمليات طوال فترة الصيف .
بفرح قال محمد :
- سنأتي إلى هناك لتجري زوجتي العملية ، هل أنت متفرغ لذلك .
بسرعة قال الطبيب :
- على الرحب والسعة ، وسأتصل الآن على المشفى لحجز موعد للعملية .
- شكرا ( دكتور ) .
وخرج إلى حيث توجد والأسئلة تدور في رأسها تبحث عن إجابة شافية فلم يمهلها إذ قال :
- لا تقلقي عملية بسيطة في لندن وتشفين بإذن الله .
،،

- يا أمي لماذا أنت هكذا , دعيهـا تأتي .
- سأفكر في الأمر !
كالعادة نقاش بلا نتيجة فأم محمد رافضة بأن تأتي سارة لتسكن معهم .. والسبب أجهله !

،،

رن هاتفها النقال فأسرعت إليه والتقطته بيدهـا
( حبيبي ) .. يتصل بك

أبلغهـا بأنه يخطط لاستئجار شقة ففرحت لذلك وطلبت منه أن يأخذها ليختاروا سوياً

كيف لا تفرح , وبيت المرأة هو عالمهـا
كيف لا تفرح , وبيتها هو مكانها الوحيد التي تجلس فيه
كيف لا تفرح , وحياتها أصبحت جحيماً منذ خلافها مع أم زوجها

انطلقت فرحة لا تدري أين تذهب فاتجهت للمطبخ وصنعت كيكة جميلة

قدمتهـا لأهلهـا ففرحوا لنفسيتها السعيدة فقال حسان ضاحكاً :
- القمر فرحان .. مالسبب ؟

لم ترد عليه سوى بابتسامة جميلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق