◊۩二 رمضــان كريم .. وأعاننــا الله على صيــامه وقيامه 二۩◊

قريباً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ولله الحمد تم الإنتهاء من المساحة والدومين ولكن بقي تصميم المدونة وبإذن الله متى ماانتهيت من عملها سأضع الرابط هنا !

إعتذار وإعلان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر يا أخواني عن تأخري وانقطاعي
لذا فأحببت أن أنوهـ على بعض الأشياء
_ تم إلغاء هذه المدونة حيث كانت للتجربة فقط
_ بإذن الله قريباً سوف أعمل مدونة غير مجانية على الوورد بريس
_ تم اختيار أسم : مداد أحمر للمدونة
ووفق الله الجميع
وبإذن الله لن تتأخر المدونة أكثر من شهر !

إعلان ..

السلامـ عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وبعد ,,
الحمد لله الذي من علينا بوافر نعمه التي لا تعد ولا تحصى أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
الحمد لله وبعد توفيقه أفتتحت هذه المدونة التي ستكون المنبر الذي أتكأ عليه لأتواصل معكم ( أحبائي )
ولكن هناكـ ثمة أمور سأوضحها ..
* المدونة حتى الآن ( لم تفتح رسمياً ) لظروف الترم الصيفي .
* سيتم شراء دومين للمدونة .
* سوف يكون شهر رمضان - المباركـ - وبالتحديد في منتصفه هو ميلاد هذهـ المدونة .
* تم افتتاح المدونة ( التجريبية ) لتجريب ( التدوين ) وكيفيته وماهيته .
* لن أتوقف ان شاء الله عن التدوين حتى وإن كانت تجريبيه .
* لن أسير إلا بمساندتكم لي .
هذا ولله التوفيق ,,
محبكم / خالد البراهيم

تصاميم رمضانية

بسـم الله الرحمن الرحيم
بـ { مناسبة } قرب شهر [ رمضان ] المباركـ - أعادهـ الله علينا أعواماً وسنين عديدهـ عملت هذه التصاميم البيسطة لأبارك لكم قرب حلول هذا الشهر


















عائد في وسط الظلام



يشد من قبضة يده على رأسه .. فالألم يحاصره .. بعدها يترك رأسه .. ليتجه لـ أضافره فيقضمها بقوة من الخوف .. الظلام يجلب الرهبة .. حتى انه لا يكاد يرى إصبعه .
ناداه أحدهم .! بصوت غلظ بغيض تعود عليه .. ولكن هذه المرة سقط مغشياً عليه من الرعب .!
لم يكترث لسقوطه ولا لمرضه .. بل ركله بقدمه وبصق عليه .. بعدها عاد من حيث أتى .
.
.
تبكي الليل والنهار .. وأيضا في وسط الظلام .
دموعها تسقط دماً .. تحكي واقع الحزن والألم الذي تعيشه .!
لم تكن تتوقع حدوث مثل هذه المصيبة التي حلت بها .. وعلى أحب أحبابها .. وأقربهم إلى قلبها .. وهو حياتها .. إنه زوجها .
اتهموه بتهمة كاذبة .. انطلقت من أفواههم .. لترميه في الجحيم والعذاب .. ولتفرق شمل الأسرة الصغيرة السعيدة .. اتهموه بالقتل عمداً وهو ذلك الطيب الذي لا يحب الضرب فكيف بالقتل .!
لم تفقد أملها .. فكانت الصابرة التي قولها (( قدر الله وما شاء فعل )) .. وزاد من أمانها وجود أبنيها معها .. يذكرونها به .. ويمنحوها الأمان وأيضاً الأمل .!
.
.
أفاق من غيبوبته .. أراد أن ينطق .. أراد أن يقول (( كفاية تعذيب .. أنا بريء )) .. لكنه لم يستطع إلا أن ينطق بالآه التي أخرجها قلبه .
كان ما يخفف من ألم التعذيب [ لأجل الاعتراف ] ذكرياته السابقة مع زوجته وابنيه .. وابتسامتها الحلوة عندما توقظه من النوم أو عند استقباله عندما يعود من عمله .. وأيضاً صراخ ابنيه وعراكهما .. لأجل لعبة لا تسوى ثمن .!
لم يصدقوا قوله .. كذبوه .. اتهموه .. حلف باليمين فزاد تكذيبهم .. وأقسم بالله فاشتد تعذيبهم .
وبينما هو يصارع الألم .. تذكر حادثة العام الماضي .. وكأن القصة حصلت مساء أمس .. فهو لم ينسى ذلك اليوم .. يوم بداية الجحيم .!
> يمشي في إحدى الحارات في بلدته .. وفي وسط الظلام .. كعادته كل ليلة .. يمارس رياضة المشي .. لتزيده صحة ونشاطاً .. كان يعشق هذه الرياضة .. لدرجة أنه نادراً ما يتركها .
سمع صوت سيارات الشرطة والإسعاف قادمة .. والحالة مضطربة نوعاً ما .. لم يهتم لأن ليس له شأن في الأمر .. أكمل سيره .. وتابع مشيه .. حتى تمر ساعته المعتادة .. وبعدها يعود لمنزله كعادته ..
وقفت أمامه سيارة شرطة .. ونزل العساكر منها بسرعة .. وكبلوه ورموه كرمي الصياد لفريسته بعد قتلها .! لم يكن يعلم أين هو ذاهب .. حتى وجد نفسه في قسم الشرطة ..
اتهموه بتهمة سافرة كاذبة .. اتهموه بجريمة شنعاء بشعة .. اتهموه بالقتل .. وقتل من ؟ قتل الوزير .. لم يصدقوه .. وكذبوه .. ورموه في غرفة مظلمة قاسى فيها أنواع العذاب النفسي والمعنوي .. وهو الآن فيها منذ سنتين <
.
.
_ أين أبي ؟.. لم أره منذ مدة .!
صدى صوت ابنها يتردد في أذنها .. فلم تستطع حبس دمعتها فسقطت ثم تبعتها أخرى .. حتى صار خدها كالنهر الجاري .
لم تستطع إخفاء الحزن البادي عليها وهي تستمع إلى سؤال ابنها .. وفاه يصور حزنه وألمه ويطلقه ليستقر في قلبها الكسير الأسير .
لم تقدر على منع الدمع من السقوط وهي ترى في عيني ولدها الحرمان وينطق لسانه بالأحزان .
أمسكته بقوة وجذبته إليها ليستقر في صدرها الحنون .. تمسح الدمع على خده .. لتختلط الدموع مع بعضها البعض .!
قالت له وهي تنطق بصعوبة من البكاء :
_ انتظر سوف يأتي أبوك .. يشتري لك الحلوى والألعاب ويذهب بك إلى الحديقة لتلعب فيها .. انتظر فالفرج قريب .!
لا يزال الأمل يحدوها على خروجه من السجن .. وهل هناك شيء غير الأمل والدعاء تتمسك بهما .!
.
.
يمشي في الممر الضيق وعلى جواره جنديين يمسكون يديه .. عبر ممر ضيق لطالما مر به حتى حفظه جيداً .
> يقودانه وهو ملطخ بالدم .. لا يقوى على المشي .. فساقه مكسورة من التعذيب .. وجلده تحول للون الأحمر .! .. لم يهتموا له .. بل يقودانه بعنف وشراسة .. وكأنه دمر العالم بأكمله ..!
أدخلوهـ على غرفة المحقق .. ليعترف على فعلته التي لفقوها له.. كان يشير له بيده اليمنى يأمره بالجلوس .. واليد اليسرى تحمل سيجارته .
كانت هذه أول مرة يدخل فيها غرفة التحقيق التي دخلها عشرات المرات .. جلس على الكرسي .. فباشره المحقق بالأسئلة .. ولكن لم يعترف .. وهل يعترف على فعلة هو لم يفعلها ؟!! .
أمر الجند بأخذه إلى زنزانته .. وهذه الطريقة تعود عليها .! <
أفاق من الحلم أو من تذكر الماضي وهو يدخل إلى غرفة التحقيق التي أعتاد على دخولها .. وحفظ كل ركن فيها .
جلس على الكرسي المهتري .. بعد أن أصدر آهة قوية من الألم .. ونظر إلى وجه المحقق الذي ينظر إليه بنظرة لم يفهم مغزاها .. لم يتكلم ففضل الانتظار .!
_ هذه آخر مرة سترى فيها وجهي .
_ كيف ؟ هل سأنقل إلى سجن جديد ؟ أم سينفذ الحكم الظالم علي .. وأقتل ؟
_ لا بل ستخرج من هذا المكان وإلى الأبد بإذن الله .
_ كيف اقتنعتم بأني لست القاتل .. هل صدقتم أقوالي أخيراً .. بعد التعذيب أو بعد إبعادكم لي عن زوجتي وولدي .. هدمتم لي حياتي .. بلا دليل وبلا برهان .. مجرد شك أودى بي إلى الهلاك والضياع .. فقدت وضيفتي .. ضيعتم مستقبلي .. لأجل تهمة ليس لها أي دليل .!
_ لقد وجدنا القاتل الحقيقي .. والباب مفتوح أمامك لتخرج .!
خرج من باب السجن في وسط الظلام .. ليعود لبيته الجميل والشوق يعتليه للقاء أهله .. بعد الغياب .
.
.
أفاقت من نومها .. بعد أن رأت حلماً سعيداً .. حاولت تفسيره فلم تستطع .. رسمت على شفتيها بسمة كانت قد اختفت منذ فترة .. واستغربت ظهورها هذه الليلة .!
من دون أن تدري عن حالها إلا وهي سابحة في بحر الخياال والتفكير والحنين لذلك الغائب الذي خرج في وسط الظلام ولم يعد .!
طرق بسيط على الباب الخشبي .. تعودت على سماع هذا الصوت من قبل .. لكن منذ فراقه لم تسمعه .!
أغلقت عينها برهة من الزمن ثم فتحتها ثم أغلقتها لا تدري أهي في حلم أم ماذا ؟ لا تدري ولكن تتمنى أن تتحول الأحلام لواقع تعيشه .!
.
.
فتح الباب ببطء .. فرآها وابتسامتها تحلو ذلك الوجه البشوش .. تعانقا عناق حار .. عناق الفراق والعذاب .. دام طويلاً كطول غيابه .!
][ عائد قد كانت عودته حلم من أحلامي .. فـ فراقه زاد من أوجاعي .. ليعود وتعود معه آمالي .. قد عاد الحبيب .. عاد الخليل .. عاد ليروي ضمئي برؤيته .. عاد لتعود معه الحياة .. إنه العائد الذي لطالما انتظرت عودته .. إنه العائد الذي كنت متعطشة للقائه .. قد عاد وفي وسط الظلام ][
لتغلق الكتاب .. وتنتهي حكاية العذاب
لترقد في أحلامها السعيدة .. في وسط الظلام ...!
كتب / خالد الفيلسوف
23/09/2007

إشــــراقة شمــــــس


فتحت نافذة غرفتها بيدها الناعمة .. لتسمح للشمس بخيوطها الذهبية بأن تتسلل إلى غرفتها لتبعث الحياة في أرجاء الغرفة المظلمة .
قررت نسيان الماضي .. وتعب السنين السابقة .. والبدأ من جديد .
أخذها التفكير إلى الماضي بحلاوته ومرارته .. ودار بها التفكير إلى هذه الدنيا الدوارة وصدق من قال : [ يوم لك ويوم عليك ] .
تذكرت ليلى سنوات العذاب والألم .. سنوات الذل والهوان .. سنوات التعب ونكد العيش .
عاشت أحداث لن تنساها .. ولم تنسى ذلك اليوم عندما أتاها يطلب يدها من والدها .. لم تتردد فـ بمثل وسامته لا يرد .. وآلاف الفتيات يتمنين القرب منه .!
مرت أشهر الخطوبة سريعة .. حتى أتى يوم الزواج وزفها إلى عريسها ففي هذا اليوم تبتعد الفتاة عن أهلها ومن عاشت معهم وتبدأ حياة جديدة مع زوجها .
تركت ليلى بيتها ودموع الحزن والفرح قد غطت مقلتيها .. فقد تركت بيتاً عاشت فيه عقدين من الزمن وودعته لتذهب إلى بيت زوجها .
دموع متضاربة لم تجد لها جواب .!
انتهى حفل الزواج .. بسرور بالغ بين الأهل والأصدقاء .. وأصوات الزغاريد تملأ المكان فرحاً وسعادة .
انطلقا إلى الفندق الذي سيؤويهم هذه الليلة .. دخلت الغرفة لتبدل ثوب الزفاف الأبيض .. بينما هو ينتظرها بالخارج .
لبست بيجامتها الوردية الأنيقة الجميلة والتي تزيد من شكلها جمالاً فوق جمالها وأناقة رائعة .
كان اللقاء صعباً عليها .. فهي أول مرة تخلو فيها مع رجل من غير محارمها .
خرجت من الغرفة والخجل يملأ وجهها احمراراً رائعاً .. ولكن يا للمفاجأة .!
لم تره .. أين خرج ؟ ومتى ؟ أنتابها الذهول .. وأصابتها الحيرة .. وعلا محياها الاستغراب .!
يا ترى أهو قد ذهب ليجلب الطعام ؟ قد يكون كذلك .!
فالمكان يمنحها الخوف .. والصمت يزيد من رعبها ورهبتها .!
فقد كانت جالسة على أريكة غرفة المعيشة المريحة تعد الثواني والدقائق .. حتى ملت من الانتظار .. واستسلمت للنوم بعد أن غلبها النعاس .
أشرقت شمس الصباح .. فاستيقظت من نومها .. وتفاجأت بهذا المكان .! لكن سرعان ما تذكرت أحداث ليلة البارحة .
وذهبت لغرفة لنوم لتراه أهو قد رجع ؟.. فوجدته نائما وشخيره يكسر صمت المكان .
غضبت منه .. واتجهت إلى المطبخ .. لتعد طعام الإفطار.. ثم توقظه فيما بعد .
_ أفق يا وائل .. قد حان وقت الفطور .
قام متثاقلاً يجر الخطى .. وذهب إلى الحمام ليأخذ حماماً سريعاً .
وبينما هما يأكلان سألته ليلى :
_ حبيبي أين كنت ليلة البارحة .؟ لقد قلقت عليك كثيراً .. وأصابني الخوف والهلع من المكان .
_ هذا أمر لا يعنيكِ
وقام غضبان .. يزفر بغيظ شديد .. وخرج من الجناح بعد أن أوصد الباب بقوة وعنفوان .
ندبت حظها التعيس في ليلة الزواج .. وبكت بكاء طفل سلبت منه لعبته .
عاد في الليل تحت تأثير المسكر .. فوبخها وشتمها وسبها .. بلا سبب يذكر .!
قررت الصبر عليه .. ومحاولة تغيير حاله .. فكيف تطلب الطلاق ؟ ولم تعش معه سوى يوم واحد .
الألسن لن ترحمها .. وستجرحها .. وستدمي قلبها .. وستؤذي كذلك أهلها .
وفي اليوم التالي .. حالته أفضل بكثير .. فقد بدا مهتماً لها .. يريها كل ركن في بيتها الجديد .. فاستبشرت خيراً !
ولكن لم يكن استبشارها صحيحاً .. فحالته كما هي أو تسوء يوماً بعد يوم .. فيكون إما سكران أو غضبان .
حالته جداً سيئة .. والعيش معه صعب .. والحياة في داره مملة لأقصى حد .
لذا قررت أن تصارحه .. وتخرج له ما في قلبها .. لعله بسمع لها .. ولعل أن يكون من بعد عسر يسرا .
مرت الساعات وهي تنتظره .. حتى أظلمت الشوارع والطرقات .. فعاد .. وحمدت ربها بأنه غير سكران .
صافحته بابتسامتها الجميلة التي ترسم أحلى وأجمل لوحة على وجهها .. وسألته عن حاله .. ودار هذا الحديث :
_ يا وائل إلى متى وأنت على هذا الحال .
يا وائل قد مللت هذه الحياة وهذه العيشة .
يا وائل إن هذا المسكر لن يجلب لنا إلا الدمار والدمار فقط .
لم تكمل كلمتها الأخيرة إلا بضربة من كف يده استقرت في خدها ورسمت أصابعه الألم والحزن الخارجين من قلبها .
][ ضربني بكف ليس بها عطف أو حنان .. هز كبريائي .. وأغتال حلمي .. وزاد من آلامي .. ضربني من غير رحمة بحالي .. جعل دموعي تخط على خدي تحكي الألم وترسم الحزن على واقعي المر .. فمتى يأتي ذلك اليوم التي تعود فيه ابتسامتي .. متى يأتي اليوم الذي أتلقى عطفأ منه أو رحمة .. رحمة فقط .. إلى متى يستمر بتعاطي هذا اللعين ذلك المسكر ][ .
بهذه الكلمات أغلقت ليلى دفترها .. وأغلقت غطاء قلمها .. ونامت والدموع كمطر غزير يغسل الخد المحمر .
مرت الأيام وكذلك الأسابيع .. ووضعه لم يتغير .. من سيء لأسوأ .. وهذه الحياة لا يطيقها حيوان .. فكيف بإنسانة تحمل قلباً مرهفاً رقيقاً وإن كان قد قوي بحكم الحياة التي تعيشها .
ثلاث سنوات مرت وهو كما هو .. حتى جاء ذلك اليوم .. أتى زوجها ومعه ثلاث من شياطينه والسكر قد أضاع عقولهم .. فدخلوا عليها .
لم تستطع ان تتحرك برهة من الزمن .. ولكن سرعان ما تداركت وضعها .. وهربت إلى المطبخ .. وأخذت سكيناً حادً علها تحمي نفسها به .
خرجت من المطبخ وإذا بهم أمامها .. والشر يتطاير من أعينهم .. فاقتربوا منها .. وكان أقربهم زوجها .. فـ غرست سكينتها في قلبه .. لترديه قتيلاً .. وليهرب أصدقائه .
ذهبت إلى غرفة نومها .. وأخذت عباءتها .. وانطلقت والرعب يسري في جسدها .. فاستقلت سيارة أجرة وانطلقت إلى منزل أهلها .. ولحسن حظها لا يوجد إلا والدها .. فحمدت ربها .
وقصت له قصتها .. وحكت الخبر .. بلسان متثاقل خوفاً .. وبعين تبكي دماً .. وبقلب يرجف رعباً .
انتهت الإجراءات بسرعة .. بحكم معارف والدها .. وأيضاً بعد أن قبضت الشرطة على أصحاب وائل الذين اعترفوا بجريمتهم .. واعتبرت الشرطة هذا القتل بالدفاع عن النفس .
ولكم ما كتبت ليلى عن هذه الحادثة :
][ قتلته بيد لم تعرف الجريمة .. لطخت يدي بدمه .. يدي الناعمة تفعل هذه ؟ .. لا أستطيع تصور الموقف .. وكيف غرزت السكين في جوفه وفي أحشائه .. لم أكن أرغب بقتله .. و كم كنت أتمنى صلاحه .. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. لا أستطيع تصور الحادثة والموقف .. يا ليتني مت قبل هذا .. أنا قاتلة !! أنا مجرمة !! أنا سفاحة !! ][ .
مرت سنة على تلك الحادثة .. كانت تعيش مكرمة معززة في بيت أهلها .
حتى جاء ذلك اليوم الذي خطبها فيه محمد .. وبالطبع كان الجواب الرفض .. فلم تكن ترغب بتجربة الزواج مرة أخرى وقد كتبت هذه الكلمات :
][ أتى لي زوج جديد ..ليعيد ذكرى الماضي .. بالطبع رفضته .. فتكرار الآلام صعب على قلبي الرقيق .. ولكن أنا مترددة .. مرة أوافق ومرة لا .. ولكن لساني أطلق الرفض .. وعقلي وقلبي يأمراني بالموافقة .. إنني حائرة ][ .
وبعد محاولات حثيثة وافقت ليلى على الزواج من محمد .
.
.
أفاقت من تخيلاتها بعد أن ربت زوجها محمد على كتفها والتفتت إليه لترى وجهه البشوش فانطلقت ابتسامة من شفتيها الصغيرتين وقالت له : صباح الخير .
وهذه الحادثة بعد مرور عام على زواجها بمحمد .
رأت في زوجها المحبة .. عوضها بذلك الحنان الذي افتقدته .. فرفعت يدها شكراً للرب .. وهي الآن تنتظر مولودها بفارغ الصبر .. علماً بأن زوجها المقتول لم يمسها طوال الثلاث سنوات .. وهذا ما جلب السعادة لمحمد .
][ شكراً لك ربي .. شكراً من أعماق قلبي .. شكراً لأنك أعطيتني من يحبني .. شكراً لأنك منحتني أملي .. شكراً أنطقها من أعماقي .. جلبت لي ذلك الزوج الذي يوفر الحنان والعطف لي .. شكراً لأنك رزقتني .. بذلك الذي يحبني .. فشكراً لك ربي ][ .
بهذه الكلمات .. أغلقت الكتاب .. ودمعة تطل من عينيها .. مع إشراقة شمس الصباح .!

كتب / خالد البراهيم
20/09/2007

.:: !| وبـقـي وحـيــدا ..! |! ::.


خلف تلك الأوراق يوجد قلمي مستلقيا ليستريح من عناء نقش مداده على صفحات الكتاب البني
الجميل .
أمسكت بذلك الكتاب واحتضنته بصدري كي أزيح حزن فؤادي .
بعدها ألقيته جانبا أريد أن أرتاح أريد أن أغادر لعالم جميل لا حزن فيه ولا ألم . أمسكت بالكتاب مرة
أخرى وفتحت الصفحة الأولى :
دقات عقارب الساعة تسابق الزمن وصوتها يتردد في أذني .
مضت ثواني .. بل دقائق .. بل ساعات .. الشمس تميل غربا والعصافير تغادر سربا سربا والليل يعلن
القدوم ليختبئ خلفه النهار معلنا الرحيل .. آهة مكتومة .. وبسمة مرسومة .. مزيج من الفرحة
والحزن فأختلطت مشاعر الفرح والحزن و سقطت دمعة فاتبعتها أخرى وتلتها ثالثة ثم ملأت الدموع
محياي ولم أفسر معناها هل هي دموع الفرح أم الحزن ..؟
الخوف يدب في قلبي وشفتاي تهتز رعبا لا أدري ماذا أصابني فصوت الممرضة يتردد في مخيلتي
فاختفت الابتسامة أهناك ابتسامة في لحظة الخوف ..؟
- الولد خرج بخير .. أما أمه فهي تصارع لأجل البقاء .
هكذا نطقت ببرود !حطمت شموخي كرجل .سهاما أطلقتها علي .!فاغتالت قلبا فرح .
دار في ذهني صوت ضحكتها العذبة وفرحتها عندما علمت بحملها بل فرحتي أنا .
رفعت يدي للسماء .. دعوت الله .. وأخلصت لها الدعاء عسى أن يشفيها أو يغفر لها .
وبينما أنا كذلك سمعت بكاء طفلي فهويت بكل ثقلي فالصوت أخبرني بالفاجعة ..!
طويت الكتاب ودار بي الزمن للوراء فادمعت مقلتي لحظة تخيل الحادثة وكيف كان وقع وفاتها مأساويا
بالنسبة لي كم تمنيت قربها إلي وتربيت أبني عمر ولكن الموت أسرع ولايعرف أحدا فإلى اللقاء يا أم
عمر في جنة الخلد التي لاموت فيها ولا فراق ولا ألم .
أفقت في الصباح والكتاب بجانبي فقد غلبني النوم ليلة البارحة وفتحت الصفحة التالية :
حياة الضياع بفقدها ..
والحنين أرقني .. والشوق أتعبني .. والفراق ما أقساه .. والدموع لاتقف .. والليل طويل فلا شمس
أراها ولا صبح .
فترة من الزمن بقيت معتزلا في غرفتي التي أسميتها الصومعة لا أخرج منها إلى لحاجة لي أو لطفلي
فقد كرهت الخروج ورؤية الناس فالحب قاتل وقد أصابني بسهم من سهامه ولا أمل في عودة الحبيبة .
كنت لا أخرج حتى لا يرى أحدا دموعي فيعزيني لفقدها .
أستمر بي الحال سنوات عدة فكنت قليل الإحتكاك بالناس أقوم برعاية طفلي وألبي احتياجاته حتى جاء
ذلك اليوم الذي ألتحق فيه بمقاعد الدراسة .. تحسنت حالتي وعادت كما كانت سابقا ولكن مازال جرح
فراقها في قلبي .
أغلقت الكتاب واتجهت لعملي .
وعندما عدت وجدته يستقبلني عند باب المنزل وقد تخرج من الثانوية العامة العام الماضي والتحق
بكلية الطب فهذا كان حلم والدته بأن يكون أبنها طبيبا .
دخلت إلى المنزل وأمسكت بالكتاب وكتبت في آخر صفحاته :
الزهور تذبل فتتبعها زهور .والماء يتخبر وبعد ذلك يتكثف .بقيت وفيا لها فلم أتزوج ..!حققت وصيتها فصار أبني طبيبا ..!سأرتاح فقد سئمت وتعبت !!
بعدها كتبت في أسفل الورقة :
كن طامحا مجدا كما ربيتك ..!لا تنظر إلى الوراء فيفوتك ماهو أمامك ..!
(( أغلق القلم وأمسك قلبه وهوى كتابه البني على الأرض وتركني يتيما وحيدا بلا أب ولا أم ))هذا ما كتب عمر في الغلاف الخارجي من كتاب والده ..!
تمت ,,
كتب/ خالد البراهيم
15 / 2 / 2008

لا أملـك الـ ع ـقل .. فضعت وضاعت دروبي !

بسم الله الرحمن الرحيم
{ لا أملـك الـ ع ـقل .. فضعت وضاعت دروبي ! } ..

ذات يوم من أيـام الشتـاء البـاردة في مدينـة ( الريـاض ) دعانـي أحد الأصدقـاء إلى وليمـة للعشــاء في منزله بمناسبـة قدوم أحـد أصحابـه من الدراسـة في الخارج وهو يعتبر من أصدقائه العزيزين على قلبـه .. رأيـت في سيماه الخير والصـلاح والتقى - أي صاحب صاحبنا - وأعجبني منطقـه وفكره وأحسست أن له قصـة وكان هذا مجرد توقع مني لذا عندمـا انتهى العشـاء وبدأ المدعوون بالمغادرة أمسكت بصاحبي جانبـاً وقلت لـه : أظن أن لهذا قصـة ؟! فضحك طويلاً وقــال : يعجبني فيك توقعك الصائب في معظم الأمور سأحكي لك القصـة حينمـا يغادر جميـع الضيوف ابتسمت له وانصرفت عنـه ليكمل ترتيب بعض الأمور التي تستعدي أن يقوم بهـا كإدخال الشاي والبخور وما إلى ذلك من ترتيبات للمكان بعد مغادرة الضيوف وبعـد أن انتهى أتى إلي وكنت وحدي في المكان فقال لي : دعنـا نغير المكان وسأحكي لك القصـة في السيارة فقلت له لا مانع وركبت معه في المقعد المجاور للسائق في سيارتـه الجديدة والفخمـة وبدأ في سرد القصـة .. يقول صاحبنـا ...
كان هذا الإنسان من أسـوأ الإنسان خلقـاً .. وتدينــاً فقد تعرفت عليه عندمـا كنت في ( كندا ) كان يعتبر من ( حثالة ) الشعب العربي في تلـك المنـطقـة ليس هنـاك ذنب إلا وأرتكبـه ولا معصيـة إلا وفعلهـا ومع ذلك كنت دائمـاً أحاول أن أتقرب منـه لأني أحسست أنه بحاجـة لي وبحاجة لشخص أكبـر منـه يوجهه ويعلمـه وأنا أكبر منه بـ 3 سنوات .. إلى أن أتى ذلك اليومـ والذي رأيتـه واقفـاً في أحـد الشوارع القريبـة من شقتي في ظلمـة الليـل وزخات المطر تتساقط لتعطي برودة إضافية للمكان فتعجبت من حـاله واقتربت منه فرأيت دموعـه تتساقط لتختلط مع قطرات المطر وعندمـا علم بوجودي مسح دموعه بحركة سريعة وجعلني خلفـه ومشى بخطوات سريعـة فلحقت بـه وأمسكت بيدهـ اليمنـى فلاحظت أنه في حالة غير طبيعيـة ويدهـ تهتز في يدي فقلت لـه ما بالك فبدأت دموعه بالانحدار وهو يريد أن يخفيهـا ويوقفهـا ولا يستطيع خلعت وشاحي وألقيته عليـه وأمسكت بـه وأخذتـه إلى شقتـي وأعطيتـه قدحـاً من الشاي مع حبـة لعلاج الصداع وأعطيتـه مفرشـاً للنوم وتركتـه .. لم أعرف لماذا فعلت هكذا لقد أحسست أنه بحاجة للنوم في غير شقته وأحسست أنه بحاجة لي وأيضـاً تركي لاستفسارهـ عن مابـه لأني أحسست أنه لن يخبرني إلا إذا أخذ الراحة الكافيـة .. وفي الصباح أيقظته في وقت صلاة الفجر فقال لي إن دوامي بعد 4 ساعات فقلت لـه الآن وقت صلاة الفجر فاحمرت وجنتاه وخجل مني وذهب ليتوضـأ وصلينـا سويـاً وبعد الصلاة قال لي : أفكر في الانتحار !! كان أسلوبه غريباً نوعـاً مـا وفاجئني بطريقة طرحـه وبدايته للموضوع مع أني لم أسأله ولكني أحسست أنه يريد أن يتكلم في الموضوع فابتسمت له وقلت : ماذا تقول .. ولماذا ؟!! فقال لي ولماذا أعيش وبقائي يعني فقدان أبي لسمعتـه والتي ضل يعمل للحصول عليهـا عشرات السنين فقلت له : مابك !! فقال : أتاني الإيدز وهلاكي قرب وأنا مصاب بالإيدز !! وبدأ في البكـاء فاحترمت بكاءه وصمت لفترة من الزمن ثم قلت : وما فائدة البكـاء .. أو الانتحار كمـا تفكر ..؟ فصمت ولم يجب علي فقلت لـه : إن رحمت ربـك واسعـة وإنه على كل شيء ( قدير ) أعـد علاقتك مع ربـك وأصلح أمورك لكي تستطيع مقابلته يوم القيامة فبكى بكاءً شديداً وأحسست أنه بحاجة لي فقلت لـه : كمـا ترى شقتي واسعـة وأريد أن تسكن معي وابتسمت لـه فابتسم ثم أتى بجانبي وقبل رأسي فاستغربت هذه الحركة ولكني لم أتفوه بأي كلمـة .. مـرت الأيـام وأنـا أراه يذبل يومـا بعد يومـ ولكني أرى في وجهه نور الطاعة وترك المعصية فلم يترك صلاة قط ورأيت أيضـاً فيه الحرص على قيام الليل فشجعتـه على ذلك كان يتحاشى النظر إلي ويرغب بالوحدة وعندمـا تحدثت معه عن ذلك قال لي : أنـا مريض بالإيدز ألا تعرف معنى هذا المرض جيداً .. فسكت ولم أعلق على ما قال ... وبعد مرور شهرين من الحادثة وفي إجازة رأس السنة قال لي أن سيسافر عن المدينة التي نقطن فيهـا لأخرى - لتغيير الجو - وطلب مني مرافقته فرفضت ذلـك لأن امتحان المادة الأصعب يأتي بعد العطلة مباشرة وفي صباح مغادرته وعندمـا أردت أن أوقظه لم أجـده ووجدت ورقـة موجودة على فراشـه المرتب بعناية فتحتها ووجدت مكتوبـاً عليهـا : يؤلمنـي أن أبقى هنـا فإني أحس بالذنب والفحش ويصعب علي العودة للوطن فأشعر بالخيانـة والسفـل لذا قررت تغيير المكان علَي أكون أفضـل .. دعاءك لي بالمغفرة ..! .................. محبك : محمد .
فاجأتني رسالتـه وأسلوبـه ودعوت اللـه أن يشفيــه وقبل انتهـاء الإجازة بيومين فاجأني عند باب الشقة بوجه مشرق وأنا خارج لشراء بعض الحاجات فصافحتـه وقلت له : كيف كانت إجازتك ..؟ فقـال لي : جميلـة وابتسم لي ابتسامة اخفت وراءهـا آلاف المعاني والأسرار فعدلت عن قراري بالخروج لأبقى معـه واستفسر عن حاله فأخبرني أن ( شفي ! ) من المرض لم أتفاجأ فالذي يقدر على أن يحي الموتى قادر على شفـاء المرضى ولكن ما فاجأني قصته التي ادعى فيهـا أنه ذاهب للسياحة حيث يقول :
كنـت أظن أني سأفارق الحيـاة بـ ( هذا المرض ) فأحببت أن أعمل عملاً يكفر عني خطيئاتي فذهبت إلى هنـاك لعلمي بكثرة ( المسلمين بالاسم ) وبدأت بتقديـم النصيحـة لهـم ودعوتهم إلى الله وفي يوم من الأيـام أتتني امرأة كبيرة في السن وطلبت مني نسخة من القرآن فقلت لهـا سأحضره لك في صباح الغد في الساعة الـ 7 صباحاً وذهبت للفندق الذي أقطن فيـه ولم أجـد مصحفي فاتجهت إلى الجالية الإسلامية وهي تبعد 70 كيلاً عن الفندق الذي أسكن فيـه بأحد سيارات الأجرة حيث لم أستخدم سياراتي لأن الوقود قد نفذ منهـا ولا أريد أن أتأخر عن الجالية لأن أبوابهـا تغلق مع غروب الشمس وقبل المكان بكيلو واحد فقط طلبت من سائق الأجرة أن يقف لأكمل الطريق بقدمي فتوقف ومشيت للجالية فوجدت أبوابهـا قد أوصدت وبحثت عن وسيلة نقل فلم أجـد فلم أجد غير النوم في إحدى السكك بعيداً عن أنظار الناس ولأني لا أعرف المنطقة لم أدر ماذا أعمل استيقظت من النوم عدة مرات بسبب البرد الذي كاد أن يقتلني وفكرت في الرجوع حيث أبلغني أحد المارة عندما وجدني حائراً قبل الظلام أن هناك محطة قطار تبعد 5 كيلوات فقـط ولكني لم أفكر في الرجوع فلو رجعت ما استطعت أن ألبي للعجوز رغبتهـا لأن محطات القطار تزدحم في ساعات الصباح الأولى وقد أتأخر عن الموعد .. جاء الصباح وأخذت نسخة من القرآن وعاودت أدراجي ولم أصل إلى المكان الذي تواعدنا فيه إلا قبيلة الموعد ببضع الدقائق فأعطيتهـا ما أرادت وذهبت إلى غرفتي والألم يدب في أوصالي ولم أفق إلى قبل خروج وقت صلاة العصر ببضع دقائق فصليت الظهر والعصر جمعـاً وقصـراً ثم اتجهت إلى أحد المستشفيات لأني مصاب بالإيدز وهو مرض يضعف المناعة وكنت أجزم في قرارة نفسي بأن المرض بسبب لفحة البرد قد أهلك جسدي ولكن مع ذلك لم أحس به !! وعندمـا كشف الطبيب على درجة حرارتي وجدهـا سليمـة فطلبت منـه أن يجري لي كشفـاً كاملاً وبعد أن أجراه لي أخبرني بأن نتيجة الكشف بعد أسبوع وبعد أسبوع أي قبل يومين من مجيئي ذهبت له فأخبرني بأن النتائج سليمة فسجدت شكراً لله أمامه فاستغرب فعلتي فأخبرته بالحادثة وعندما أخبرته طلب مني نسخة من القرآن وبعض الكتب عن الإسلام وأعطيته بعضاً مما طلب عسى الله أن يهديه للإسلام ..
أمسكت برأسه وقبلته ثم قلت له : حمداً للـه على سـلامتـكـ..
وطلبت منه أن ينقل مقر سكنه عندي ويترك شقته وبعـد سنتين من تلك الحادثة أنهيت دراستي وبقي هو سنتين ومن خلال مجالستي معه رأيت فيه الشاب الحريص على أي عمل للخير وكان يلقي الدروس عن الإسلام في كندا نفـع الله بــه .. وتلك هي الحكاية يا صاحب ( الحدس ) الرائـع
ضحكت من كلمته وقلت :
الحمـد للـه أن توقعي لم يخطئ .. نفع الله بك وبــه وأخذنـا في التجوال قرابة النصف ساعة نتجاذب فيهـا أطراف الحديث ثم عدنـا إلى منزلـه وشكرت له حسن الضيافة وودعته وركبت سيارتي وقفلت عائداً إلى بيتي وتلك حكاية طالب مغترب ضاع فعـاد ولكن كثرة من يضيع فلا يستطيـع العودة هدى الله شباب المسلمين ..
،
،
بقلـم / خالد البراهيم
07/12/2008

>[|[ دمــــوعـ فـــــرحـ ..!! ]|]< |


يداعب بأطراف أنامله حبات الرمل المتناثرة حوله .. وعلامات الحزن تكسو
وجهه .. وعيناه مصوبتان
النظر أمامه .. إلى البحر ترى جماله .. ليلقي عليه همومه
أتاه من الخلف ومن دون أن يشعر به ربت على كتفه وجلس بجانبه ولم
ينبس ببنت شفه فقد آثر الصمت لأنه لا يريد أن يبدأ بالحديث فجلس ينتظر صديقه لعله يتحدث ولم
يطل انتظاره فتكلم صديقه :
_ كيف علمت أني هنا يا (سالم ) ؟!!
_ لقد بحثت عنك في منزلك فلم أجدك فتوقعت أنك هنا فأنت تعشق هذا
المكان وتذهب إليه دوماً عندما تشعر بضيق وصدق توقعي عندما رأيتك
هنا ..!
ثم دخلا في صمت طويل قبل أن ينطق سالم مرة أخرى
_ يا (ماجد) أخرج ما في قلبك ولا تجعله حبيس نفسك تكلم ألقي علي
ما في داخلك .. فأذني صاغية لما تقول ،،
_ إنها قصة طويلة يا صديقي ولا أريد أن أزعجك بمشكلتي ..!!
_ عن أي إزعاج تتحدث .. أخبرني فلعلي أستطيع أن أساعدك .. أو أنك لا
تثق بقدراتي ؟!!
قالها وابتسامة جميلة تعلو وجهه لتبعث الراحة والطمأنينة في نفس
صاحبه الذي أطلق العنان للسانه ..
_ قبل عام تقريباً كانت بداية قصتي .. في ذلك اليوم كنت أعاني من
فراغ شديد فقررت أن أقضي وقتي في السوق وبينما كنت أتجول إذ
استوقفتني فتاة بقولها : لو سمحت أخي ..!!
رأيت في عينيها المغطيتان بغطاء خفيف الحيرة وعدم القدرة على
التصرف فأردت أن أتكلم وأقول لها
ماذا تريدين ؟!!
ولكنها سبقتني القول وقالت : لقد نسيت محفظتي في البيت ولا أريد أن
يذهب تعبي سدى في شراء الأغراض وهذه ساعتي ورقمي وسيأتي
أخي ليعطيك المبلغ المطلوب !!
رددت إليها ساعتها ورفضت أخذها ولا أعلم كيف أبقيت رقمها في يدي !!
سددت المبلغ المطلوب وذهبت إلى البيت ..!!
لا أعلم هل بت تلك الليلة أم لا .. كان خيالها يمر أمام ناظري .. وصوتها
الجميل يطرب مسمعي .. وعينيها الواسعتين تبحر بي في هذا الشاطئ
لأتخيلهما ..!
كانت حياتي قد تغيرت جذرياً بعد تلك الحادثة .. فإذا مشيت صورتها تترآى
في عيني وعندما أجلس صوتها يترقرق في أذني ..!
يا صديقي حالتي تغيرت منذ ذلك اليوم في البداية كنت أضن أن هذا
إعجاب ولكن هل يدوم الإعجاب سنة كاملة ..!
يا صديقي رأيت فتيات أخريات ولكن قلبي لا ينطق إلا بها ..! ولا أعلم
كيف أستطيع الوصول لها ؟..
_ ألم تقل قبل قليل أنك تمتلك رقم هاتفها ؟..
_ عذراً لقد نسيت .!! ولكن كيف أصل لها ؟؟
_ اتصل بها ..
جلس ماجد يفكر برهة من الزمن ثم قال :
_ هل أنت صادق فيما تقول ؟؟
وبعدها أردف قائلاً :
_أم أنك تستهزئ بي ؟
بانت آثار الجدية تتسم في وجه سالم وهو يقول :
_ حاشا لله هل هذا وقت الاستهزاء ؟؟
وبعد فترة صمت بينهما تكلم ماجد :
_ ولكن كيف أتصل بها ؟.. وماذا أقول لها ؟..
ثم صمت قليلاً ليرى طائر النورس وهو يحلق في السماء عالياً فيهوى
على البحر ويلتقط سمكة من جوفه عندها خرجت من عينيه دمعة
يتيمة
وهو يقول في نفسه : ليتني مثلك يا طائر أهوى على حبيبتي مجهولة
الاسم .!
بعد ذلك قال لصديقه بنبرة حملت الاستهزاء المشوب بالتفكير :
_ أقول لها أنا ذلك الذي تصدق عليك وقد عشقتك وصرت أهوى عينيك
وهمت في حبك .. أم أقول لقد أحببتك من صوتك الخجول ونبرتك
المترددة .!! وأريد أن أتزوجكـِ ؟!!
_ وهل أنت واثق أنها ليست متزوجة أو مخطوبة ؟
انقلب وجه ماجد إلى اللون الأحمر ولم يعرف ماذا يقول أو بماذا ينطق
فلسانه قد ألجم برباط الفجأة التي لم يحسب لها أي حساب ولم يفكر
فيها ولكن سالم تدارك الوضع فقال :
_ هون عليك يا صاحبي .. وإذا شاء الله أن تكون لك لصارت من نصيبك ..
أرمي سهام الليل له .. ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ..!
كلمات سالم هدأت من روع ماجد وخففت من حزنه قليلاً فقد ذكرهـ
صاحبه بربه فاستغفر خالقه لأنه
قصر في العبادات و أنها هي مفتاح الأرزاق .!
جلس الصديقان ينظران للبحر ويتفكرون في عجائبه وما يخبئه في داخله
من غرائب .. فيقطع صمت المكان وصوت الرياح حديث ماجد عندما قال :
_ انظر إلى هذا البحر الواسع .. وكم هو جميل في منظرهـ وعجيب في
حركة أمواجه .. وانظر إلى السمكـ في جوف البحر ..
انظر إلى ألوانه إلى تجمعه في جماعات كثيرة .. انظر إلى هذا البحر
الغدار وتذكر قصة ذي النون يونس عندما التقمه الحوت وعاش في
جوفه - أي الحوت - في جوف البحر ..
انظر إلى هذا البحر الذي كان المشركون يعبدون فيه الله وحدهـ حتى إذا
نجاهم إلى البر رجعوا لطغيانهم وعصيانهم ..
انظر إليه وتذكر قصة ( التايتنك ) تلك السفينة العظيمة التي تحدى أهلها
أن يغرقها الله ربنا وربهم فأغرقها بقدرته ونجا منها قوماً قليلاً لكي يكونوا
عبرةً لمن اعتبر ..
انظر إليه وما يحمله من خير لبلادي بوجود النفط فيه وأنت تعرف ماذا
يعني لنا هذا السائل الأسود ..! فسبحان الله
كان سالم يستمع إليه بحرص وبصمت وهو يستشعر عظمة خلق الله
لهذا البحر فقال :
_ سبحان الله ، نرى كل هذا ومع ذلك نعصيه .. اللهم أغفر لنا إسرافنا
في ذنبنا .
_ آمين .
بعد مدة قصيرة افترق الصديقان وذهب كل واحد منهما إلى سيارته ..
أغلق سالم باب السيارة وهو يقول في نفسه : أي جنون هذا ..! هل
هناك حب من نظرة واحدة ومن حوار قصير ..! كان الله في عون
صديقي ..
وأما في الجهة الأخرى كان ماجد يفكر في كلام صديقه وهو متعجب من
نفسه كيف نسي الالتجاء لربه والدعاء له بصدق وخشوع لكي يتحقق
ما يرجوه ويكمل نصف دينه على تلك التي يحبها ..!
أدار ماجد مفتاح السيارة وأمسك بمقودها واتجه إلى البيت .. وفي
الطريق حدث ما لم يكن في الحسبان !!
يمشي آمناً مطمئناً يتجاوز الإشارة وهي تشير للون الأخضر وإذا بسيارة
أخرى تتجاوز الإشارة الحمراء وهي تمشي بسرعة جنونية وترتطم في
مركبة ماجد ..!
ارتطام شنيع .. وحادث قوي ومن الصعب النجاة منهـ ..!
اتجه المنقذون من فاعلي الخير إلى السيارة الأولى وإذا بصاحبها يلفظ
أنفاسه الأخيرة ووجهه قد لطخ بالدم .. وعندما اتجهوا للسيارة الأخرى
كان صاحبها يتأوه من الألم فأخرجوه منها وكان هو ماجد الذي نجا من
هذا الحادث بمعجزة إلهية .. نقلوهـ إلى المشفى وكانت حياته فيه مملة
ولو أن الزيارات تطفئ نار الملل والألم الذي سببه الحادث سواء كان
معنوي أو نفسي
وفي إحدى زيارات سالم وتقريباً بعد أسبوع من الحادث دار حوار بينهما ..
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيف حالك يا ماجد ؟
_ وعليكم السلام ورحمة وبركاته ، والحمد لله أنا بخير ونعمة ..
_ كيف الأجواء وأنت على السرير الأبيض ؟
_ لا تنطق باسمه وأنت أمامي فلو كان رجلاً لقتلته ..!
_ أسبوع فقط وتريد قتله فكيف إذا جلست أسبوعاً آخر ؟
_ بالطبع سأقتل نفسي فالحياة كئيبة في هذه الغرفة ..
_ ولكنك تعلم أنك ستجلس هنا أكثر من أسبوع فأنت تعلم أنك لا
تستطيع المشي قبل ذلك ..
_ لا أعلم كيف سأصبر على هذه الحال ولكن الحمد لله على كل حال ..
والصبر مفتاح الفرج !!
_ صدقت ، ولكن كيف صبرك مع حبيبتكـ ؟؟
_ آهـ .. أحاول أن أنساها وأعتبرها من الماضي وأحاول أن أطوي صفحتها
ولكن لا أستطيع .. فأراها
أمامي وفي أحلامي .. ولا أعرف كيف أطردها من خيالي ..!
_ لكن تبقى المشكلة يا ماجد في كيفية الوصول إليها ؟
_ لا أعلم وإن كنت اعلم فلن أتوان في أي لحظة وأذهب إليها لأخطبها ؟..
_ ولكن هل أخذت رأي أهلك في الموضوع ؟
للمرة الثانية يحس ماجد بأن الطريق مغلق أمامه ففهم صديقه ذلك من
وجه فقال له :
_ لا تخف ، مشكلة عائلتك سهلة المهم الآن البنت ..!
_ شكراً لك صديقي .. كم أنا ممتن لكـ ..!
_ لا داعي للشكر وإن لم أساعدك .. أساعد من ؟!!
فضَل ماجد الصمت على الكلام ورأى أن يكون شكر صديقه بالفعل ..
وبعد أسبوع من هذه الحادثة أجاز الطبيب ماجد في أن يغادر المشفى
وأن يهتم بساقه جيداً ويستخدم ( العكازات ) لمدة شهر على الأقل ..!
انقضى الشهر بسرعة وذهب إلى الطبيب ليخلع ( الجبس ) الذي كان
يحمي ساقه ..
وعندما خرج من المستشفى أتجه لصديقه سالم وذهبا إلى البحر كي
يقضون وقتاً ممتعاً بعد هذا الشهر
الكئيب بالنسبة لماجد ..
ماجد وسالم يعشقان البحر ودائما الذهاب إليه فهم يضنون أنه يحمل
همومهما ومشاكلهما ويلقيها في داخله لذا لا يستطيعون فراق البحر ،،
وفي إحدى الأيام اتجه ماجد للسوق ليشتري عطراً وبينما هو في محل
العطور ..
_ هل أجد عندك عطر ( ..... ) ؟
_ نعم موجود ؟
_ أعطني واحداً من فضلك ..!
_ انتظر دقيقة ، سأحظره من الداخل .
أخذ ماجد يتجول في الدكان وإذا بذلك الذي يناديه فالتفت إليه فوجده
البائع ومعه كيس و بها عطر فذهب
له ..
_ شكراً لك ، كم ثمنه ؟
_ بـ 450 ريال ولكن أتت امرأة قبل قليل وأنت تتجول وسألتني عن مبلغه
ودفعت النقود لي !!
أصابت الحيرة وجه ماجد وبان ذلك في ملامحه فسأل البائع ؟
_ كيف ؟؟ وأين هي ؟
_ أترى ذيك الفتاة الخارجة من الباب .. إنها هي .!
لم يجب ماجد على البائع واتجه مباشرة إلى الباب ولحق الفتاة التي اتجهت لخارج السوق ..
(( إنها هي .. نعم هي .. إنني أعرف مشيتها .. لا بد أن أتبعها وأرى من
هي ))
كان ماجد يردد هذه الكلمات في نفسه بعد أن عرف أن الذي دفع القيمة
هي حبيبته ..
رآها تتجه لأحد السيارات فتبعها من دون أن تشعر وإذا بها سيارة زميله
مازن الذي رمق ماجد من بعيد فخرج من السيارة واتجه إلى زميله
ليصافحه ..
كانت فرح تنظر إلى أخيها وهو يتجه إلى صديقه الذي تحبه ولكن لم
تصرح لأحد حبها .. ابتهلت أساريرها بالطبع فهذا يقربها منه ..! وتقول :
يا ليته يعلم بحبي له ..
رجع مازن للسيارة فبادرته فرح بالسؤال :
_ من هذا ؟
_ هذا زميلي ماجد في الكلية ..
ما أجمله من أسم هكذا قالت فرح في نفسها ..
لم تكن تظن أن الصدفة والأقدار ستجمعها مع ماجد مرة أخرى ..
وكذلك الحال بالنسبة لماجد الذي لم يتوقع أن يكون زميله هو أخ
حبيبته ..!
لم ينتظر ماجد لحظة بعد وداع زميله فاتصل بسالم وطلب منه مقابلته ..
اتجه سالم مباشرة إلى البحر وإلى مكانهما المعتاد ينتظر قدوم ماجد
الذي قدم بعد عدة دقائق
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_ أهلاً وسهلاً .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ثم أردف ..
_ مالي أراك سعيداً هذا اليوم ؟
_ رأيتها .!!
_ رأيتَ من ؟
_ رأيت أخت مازن ..!
_ ومن مازن هذا ؟
_ زميلنا في الكلية ..
لم يستوعب حتى الآن سالم كلام ماجد فعرف ماجد ذلك وقال :
_ حبيبتي هي أخت مازن ولقد رأيتها اليوم معه
وقال ما حدث بينه وبين فرح وبين أخيها مازن بالتفصيل ..
فقال سالم :
_ وكيف عرفت أنها أخت مازن ؟
_ لا أعلم .. توقعت ذلك
_ أنت متسرع جداً يا ماجد
ثم أكمل :
_ ولكن ليس هنالك أي مشكلة .. سنتأكد بأنفسنا
_ كيف ؟
_ نحاول أن نتقرب إلى مازن .. ونرى هل هو متزوج أولا .. فربما تكون
حبيبتك زوجته !
_ شكراً لك يا أبا الأفكار .. لا أتخيل حياتي بدونك
_ ألم أقل لك أنه ليس للشكر أي داع
تصافحا وافترقا .. وقررا القرب من مازن
وبعد شهر تقريباً أصبح الثلاثة أصدقاء فمازن طيب الخلق ولم يرو فيه إلا
كل خير
وذات مرة جلس ماجد وسالم بمفردهما فقال ماجد :
_ والآن كيف نصل لأخت مازن ؟!!
_ تدعو مازن وأهله للعشاء في منزلك وبعدها تقول لأمك ما رأيك بأخت
مازن ؟
_ وإن قالت لي كيف عرفتها ؟
_ قل لها رأيتها بالصدفة في منزل مازن !!
اتصل ماجد مباشرة بمازن واخبره بأنه مدعو غداً في منزله هو وعائلته
وبعدها قال لسالم :
_ وأنت كذلك مدعو أنت وعائلتك في بيتي .. ولا داعي للعذر
_ شكراً لكـ وبإذن الله سآتي .
اجتمع الأصدقاء في منزل ماجد وتبادلا أطراف الحديث حتى جاء وقت
العشاء وتناولوه وبعدها ذهب
سالم ومازن وانطلق ماجد مباشرة إلى والدته وقال لها :
_ هل رأيتِ أخت مازن ؟
_ نعم ، ولماذا تسألني ؟؟
_ ما أسمهما ؟
_ فرح ، ولكن ما سبب السؤال ؟
_ ما أجمله من أسم !!
ابتسمت أم ماجد ابتسامة خبيثة وهي تنظر لابنها وتقول له :
_ لم تجب على سؤالي يا ماجد ؟
_ رأيتها بالصدفة وأعجبتني وأريد أن أخطبها ؟
_ مباركـ عليكـ
قالتها وهي تكاد تطير من الفرح لطلب ابنها فهي تريد أن ترى أحفادها
وكذلك رأت الفرح في عيني ماجد .. ثم أردفت :
_ سأتصل بأهلها غداً ، واطلب منهم ذلك ..
_ لا بل الليلة ..
_ إلى هذه الدرجة أنت مستعجل .. حسناً أذهب وأحضر الجوال ..
اتصلت أم ماجد بأم مازن وأخبرتها بطلبها ولم تمانع أم مازن بل ورحبت
بهم غداً في منزلها وأنها ستأخذ رأي ابنتها ..
كنت ليلة سعيدة النسبة لماجد لدرجة أنه لم ينم تلك الليلة ..
وفي الغد انطلق ماجد ووالدته لمنزل مازن الذي استغرب حضور صديقه ،
وذهب لوالدته فأخبرته أنهم جاؤوا لخطبة أخته
لم تتردد فرح ووافقت على الفور وذلك بعد أن أخبرها مازن بحسن أخلاق
ماجد ..
وحددوا الزواج بعد 3 شهور وبالتحديد في الإجازة الصيفية ..
وفي يوم الزواج كانت الأسرتين سعيدتين والفرحة تكسو وجه
العروسين ..
وعلى كوشة الفرح ماجد يمسك بيد فرح ودمعة تسقط من عينيها لتعلن
نهاية عذاب لهما الاثنين بعد حب من أول نظرة !
سقطت دمعة فرح من عين فرح فأزالها ماجد وهو ينظر لها بابتسامة
ساحرة ويكتب على باطن يدها بأصبعه
( أ ح ب ك )
فسقطت دمعة أخرى على يدها
تـمـت ،،
26-10-2007
كتب / خالد البراهيم

||>| <> | ذكــــرى الاحـــــــتـــــــلال | <> |<|| " قصـة تحـ كـ ـي واقــع "

ذكرى الإحتلال
بقلم / خالد البراهيم
01/06/2008


يجلـس على حافـة " البساط " وأطراف أناملــه تتجاوز البساط لتداعب

حبات الرمل البيضـاء الناعمـة والقمـر " بدراً " يضيء شاطئ " الخليج العربي " وينعكس على

أمواجه الهادئة في دولــة " الكويت " ونسيم البـر يضفي للجـو جمالاً وروعةً ..

ينظر للبحـر بعينين شاخصتين وفكرهـ يغوص في الأعماق فتسقط دمعة من عينيه وتعبـر وجنتيه فتصل

إلى لحيته الخفيفة ذات الخصلات ( البيضاء ) فتدارك الموقف سريعاً ومسحها دون أن يلحظه أحد لكن

ابنه الأكبر كان يراقبـه فقال :

_ ما بالك يا أبي ؟ ماذا أصابك ؟ هل تريدنا أن نعود إلى المنزل ؟

فابتسم الأب ابتسامة حنونة مليئة بالحب والعطف لابنه محمد وقال :

لا عليك يا بني ..! فقد تذكرت حادثة وقعت منذ أمد بعيد وطواها الزمن لتبقى عالقة في قلبي أتذكرها

كأنها حدثت ليلة البارحة .

فقطع الحديث الأبن الأصغر لأبي محمد ذو الخمسة أعوام وفي يده ( قوقعة ) أبدع من سواها وزينها

وقال بعفوية الطفولة :

_ أبي .. ما هذه ؟

فأمسكها أبا محمد بيده وأخذ يتفحصها ويتفكر في خلق الله لها ثم قال لابنه :

أرأيت يا بني ما أجملها وما أحسن صنعها انظر لهذه ( الصدفة ) فهي جدار يحمي ما بداخل ( القوقعة )

التي تحوي كائن حي تحميها الصدفة من الأسماك الكبيرة فسبحان الله .

التقط ( سالم ) الابن الأصغر لأبي محمد تلك القوقعة وأخذ يلعب بها والعائلة تراقبه .

وفي تلك اللحظة وضعت أم محمد طعام العشاء وانتظمت العائلة لتناوله عندها قال محمد :

ما قصتك يا أبي .. أحكها لنا .

فضحك الأب وهو يضع يده لأخذ قطعة من لحم السمك المشوي وقال :

أما زلت تذكر ..! لا تقلق سأحكيها الآن .

(( في عام 1985 تخرجت من المرحلة الثانوية وبدأت تخطيطاتي للحياة وتخصصت في كلية الهندسة

وطموح أي شاب مثلي التخرج والوظيفة ثم الزواج .

درست السنة الأولى بهمة ونشاط وأنهيتها بدرجات عالية إلى أن تخرجت في عام 1990 لتبدأ فصول

القصة ....



قطع دفـة الحديث ( سـالم ) مرة أخــرى وقــال :

_ أبــي أعطنـي قطعــة اللحم تلـك (( قالها وهو يشير بسبابتــه للمائدة التي بها اللحم المشوي )) .

عندهـا غضب محمد وزجر أخيه :

_ أصمـت ( يا مزعـج ) ودع أبي يكمــل حديثــه .

فأطلـق أبو محمد نظراته ( الحادة ) لابنـه الأكبــر ووبخه بقوله :

_ ليس هذا أسلوباً للتعامـل !!

ليعتذر محمد سريعاً لأبيــه :

_ عذراً يا أبـي .. ولكني كنت منسجماً معـك .

فقال أبو محمد :

_ لن أكمـل لك .. حتى تعدني بأنك لن تكرر فعلتك .

فأتى الرد سريعاً من محمد :

_ أعدك بذلك .

فتابـع أبو محمد حديثه ..

(( بـعد تخرجـي بحثت على وظيفــة والحمد للـه حصلت عليها في أسرع وقـت فبدأت أبحث عن

( زوجة تناسبني ) وامرأة تشاركنـي حياتي وكانت رحلـة بحث شاقـة ربانهـا والدتي التي أخذت تبحث لي

عن فتاة تناسبني إلى أن أتى ذلك اليوم وفي الصباح ..

الأم : لقد وجدت فتاة تناسبك .

جاسم ( أبو محمد ) : من تكون ؟

الأم : نورة الـ ........ . ابنة جارنا أبو ناصر .

جاسم : أخت ناصر صديقي ..! والنعم واللــه .. متى سنذهب لهم ؟

الأم : سأتصل بأم ناصر كي أتفق معها على موعد للزيارة ..

اتصلت والدتي على أم ناصر واتفقوا أن تكون الزيارة في ذلك اليوم بعد صلاة المغرب ..

مررت في ذلك اليوم بنشوة غير طبيعة وكنت انتظر صلاة المغرب بفارغ الصبر إلى أن أتت تلك الساعة

الجميلة واتجهت أنا ووالدتي ووالدي لمنزل أبي ناصر الذي رحب بنا وأكرمنا ووافق على تزويجي ابنته

بشرط موافقتها ..

خرجت ذلك اليوم سعيدا وأنا أتطلع لمستقبل جميل وانتظر ردها .. وأتى الرد بعد أسبوعين بالموافقة ..

فرحت فرحاً شديداً وأخذت أتطلـع لحياة جديدة وبينما كنت منهمك في التفكير أتاني اتصال من صديقي

عبدالله في الساعة الثالثة ظهر ذلك اليوم ..

عبدالله : السلام عليكم .

جاسم : وعليكم السلام .

عبدالله : سنذهب اليوم إلى ( البحر ) هل ستأتي معنا .

جاسم : ولم لا .. متى ستذهبون ؟

عبدالله : الساعة الخامسة مساءاً وسيأتي عبدالعزيز وأحمد وفيصل .

جاسم : سآتي في الموعد إن شاء الله .. مع السلامة .

عبدالله : في امان الله .

خرجت من البيت لأستعد للرحـلة جهزت الصنارة وشبكة الصيد وبعض لوازم الرحلة ثم اتجهت لـ

( سيارتي ) وفتحت جهاز الراديو لأتلقى الخبر الذي نزل علي كالصاعقة :

(( القوات ( العراقية ) تخترق الحدود ( الكويتية ) على جميع المواطنين الاتجاه لمنزلهم واخذ الحذر ))

لم أكمل طريقي وعدت إلى المنزل واتصلت بـ ( عبدالله ) وأخبرته بالخبر .. دخلت إلى البيت ورأيت آثار

الخبر على وجوه أخوتي وأمي وأبي .

مرت الأيام .. والحرب لم تطفأ لهيبها .. وانضمت ( قوات التحالف ) للقوات الكويتية وأيضا طلبت

متطوعين فاشتركنا في الجيش الكويتي وقبل أن أغادر طلبت من والدتي وأهلي أن أذهب بهم إلى

( السعودية ) ولكن والدتي أصرت بالبقاء في الأرض التي عاشت بهـا ولم ترضى بأن تغادرهـا فانطلقت

أنا وأبي إلى أحد معسكرات الجيش فمررنا بأيام صعبـة وقاسية لكن من أجل ( الوطن ) صارت حياتنا

فداءً لـه .

إلى أن ذلك اليوم ( الحزين ) عندما استشهد أبـي أمام ناظري (( قالها وعيناه تمتلئ بالدموع )) كانت

لحظات عصيبة بالنسبة لي وأنا أرى أبي يودع الحياة من أمامي وكنت أبكي بجوارهـ كطفل وقال وهو

يصارع لحظاته الأخيرة والدم ينزف من جسمـه :

لا تحزن يا بنـي .. فأنـا سأودع الحيـاة ولكن سأموت ( شهيداً ) .. ودمي فداء للأرض التي عشت فيها

وترعرعت .

سأودع الحياة .. وأنــا أحمـل علم ( بلادي ) .. وأي فخر أعظم من ذلك ! .

انتبـه لأمك .. لأخوتك .. لـ ( زوجتك ) !!

لفظ أنفاسـه الأخيرة أمـام عيني وكلماته الأخيرة في مخيلتي ..

انتبـه لأمك .. لأخوتك .. لـ ( زوجتك ) !!
انتبـه لأمك .. لأخوتك .. لـ ( زوجتك ) !!
انتبـه لأمك .. لأخوتك .. لـ ( زوجتك ) !!

يوصيني بأهلي وهو في لحظاته الأخيرة وملك الموت ينزع روحـه .. رحمــك اللــه يا أبـــي .

وبعد تلك الحادثة بأسبوع انتهت الـ ( الحرب ) بخروج القوات العراقيـة من الأراضي الكويتيـة في

أواخر سنـة 1991 لأعود لمنزلي بعد غياب دام 4 أشهــر .. كنت متشوقاً جداً للقاء أمي وأخوتي

وحزيناً جداً لمجيئي ( وحـدي ) دون أبي ..

دخلت إلى المنزل كأني ( مسافـر ) قد عاد بعد 20 عاماً كل شيء ( غريب ) والبيت هادئ و ( الكآبـة )

في كل ركن فيه جراء المآسي التي خلفتهـا الحرب وأي مآسي خلفتها !! ( قالها مع تنهيدة طويلة !! ) .

اتجهـت إلى غرفـة والدتي فرأيتها ( تصلي ) صلاة العشاء انتظرتها حتى فرغت من الصلاة فطرقت

الباب والقيت السلام .. التفتت إلي والدموع تملأ وجنتيهـا المجعدتين ثم ضمتني إلى صدرهـا ..

وأخذت تبكي .

هدأتها وقلت لها :

ها أنا عدت يا أمي .. وعاد الأمن في بلدنا .. ثم أردفت :

_ وأبي يبلغك السـلام .. وينتظر لقياك في الدار الآخرة .

كان أسلوبي سيئاً للغاية ولكن بسبب الأحداث التي مرت بي الفترة الماضية لم أعرف كيف أبلغ أمي

بطريقة مناسبة .. ولكن كان ردها غريباً بالنسبة لي :

_ هل مات شهيداً ؟

فقلت لها :

_ نعم .

فعلت البسمة محياها وقالت :

_ الحمد للـه .. هذا ما تمناهـ أبوك فقد قال لي قبل أن يغادر :

(( أتمنى أن أكون شهيداً وأنا ألوذ عن وطني )) .

اكتفيت بالصمت ليسود المكان الهدوء إلا أني قطعت الهدوء الذي أكرهـه وقلت لها :

_ ما هي آخر الأخبار ؟

لم تجب ولكنها نظرت إلي بنظرات حزينة تخفي داخلها آلام وآهات .

فأردفت قائلا :

_ ما بك لماذا لم تجيبي .. أحدث مكروه في غيابي ؟

ومرة أخرى اكتفت بالصمت ولم يكن الجواب سوى الدموع ..

غادرت غرفة أمي وذهبت لأخوتي وسلمت عليهم وأخبرتهم بالخبر الحزين ( خبر وفاة والدي ) ثم أخذت

بيد أختي ( سلمى ) والتي كانت تصغرني بعامين واتجهت بها إلى غرفتي ثم قلت لها :

_ هل هناك مصيبة جديدة ؟

تغير وجهها وقالت وهي تتلعثم بالكلام :

_ بعد التحاقك بالجيش بشهر كانت زوجتك نورة آتية لبيتنا لمساعدتنا في تنظيف البيت ولكنها لم تصل

( توقفت وأخذت تنشج بالبكاء ثم أردفت ) ففي الطريق وقعت في أيدي جنود الاحتلال وأخذت تصرخ

فخرجنا على صوت صراخها ولكن كان الجنود أسرع منا وغادروا المكان ومعهم ( نورة ) .

لا أعلم ما حدث لي بعد سماع كلامها ولكن أذكر أني خرجت هائما على وجهي ولم أعد إلا مساء اليوم

الذي يليه .

دخلت إلى البيت وأنا ( في حال لا يعلمه إلى الله ) نظراتي التعيسـة إلى البيت وأحلامي الضائعة تدور

في رأسي لأجد والدتي أمامي وهي تبكي وكانت جالسـة على عتبة الباب الداخلي فجلست بجوارهـا

ووضعت يدي على كتفها وألقيت السلام فكان ردها سريعاً إذ أمسكتني وضمتني إلى صدرهـا وقالت :

_ أين ذهبت .

ثم بدأت تحثني على الصبر والاحتساب وأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه وأن الإنسان يجب أن يكون طبعه

التفاؤل فكانت أحاديثها مواسيـة ومشجعة لأن لا أيأس ..

فابتسمت لـهـا ووعدت نفسي بتنفيذ وصية أبي :

(( انتبـه لأمك .. لأخوتك .. لـ ( زوجتك ) !! )) ولكن بلا زوجــة !!!!! ..

وفي اليوم التالي ذهبت لمنزل صديقي وجاري ( ناصر ) والتقيت به وبأهله وواسيتهم وطلبت منهم

الصبر .

مــرت الأيـــام .. وعدت إلى عمـلــي وثابرت واجتهدت وأصبحت من أفضل العاملين في الشركة ..

وذات يوم ( وتقريباً بعد 3 أشهر من تلك الحادثة ) خرجت من عملي منهكــاً واتجهت إلى البيت .

فتحت الباب ودخلت وإذا بقدمي تصطدم بورقة مغلفـة بشكـل جميــل !! ومكتوب عليهــا ( إلى جاسم !! ) .

وضعتها في جيبي واتجهت إلى غرفتي وفتحت الورقــة :


زوجـي الغـالي : السـلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه .

أعلم أن الخبر وقـع عليك مؤلماً وشديداً عندما علمت بخبر أســري ..

كانت لحظات عصيبـة وقاسـيــة بالنسبـة لي .

مررت بمواقف ( بشعـة ) لا يتحملها قلب رجل .. فكيف بإنثى رقيقـة مثلي !!

كنت أدعو الله ليلاً ونهاراً وسراً وجهارا أن يوفقك وأن تصبر لفراقي

كنت أدعوه في جميـع الأوقات فقد كنت في ظلمـة سوداء تنيرهـا بعض المصابيح القديمـة .

صبرت وتحملت لأجلك .. عانيت الجوع و ( الآلام ) والمرض لكي أعود إليك .

والآن قد عدت ولكن ( بجسد ) بلا روح !!

فروحي أصبحت بلا معنى فقد مزقت في غياهب السجن وظلمات ما خلف الأسوار .

عدت إليك فهل تستطيع أن ترجع روحي إلى جسدي !!

ح ب ي ب ت ك :

نـ : نائمـة بين أحضان الظلام !!
و : وذائقـة مــر العذب !!
ر : راجعة إليــك الآن .
ة : هائمة بين الماضي والحاضر !!

طويت الورقـة واحتفظت بها في أحد أدراج مكتبي .. وانطلقت لبيت جارنا أبا ناصر وطرقت الباب ..

فكان الجواب :

_ أعلم أنك أتيت من أجلي .. فشكراً لـك !!

كنت حينهــا في خيال مع صوتهــا ولم أفق ألا وبـ ( صوت أخيها ناصر ) يرحب بي والابتسامة تعلو

محياهـ والحياة تدب على وجهه بعد أن كانت مختفيـة طوال الأشهر الماضيـة .

بعد مدة من الزمن من جلوسي مع أبيها وأخيها طلبت مقابلتها لوحدنا ..

أتت كـ وردة ذابلـة .. قطفت في وسط ( الربيع )

كانت متغيرة في أسلوبها والحزن مسيطر على كل ذرة من جسدهـا .. حاولت أن أخرجها مما هي فيـه

ولكن لا مجيب !!

خرجت من عندها وطلبت من والدهـا أن آخذهـا لأعيش معهـا وأن نقيم حفلة للزواج فوافق على أن

تكون بعد شهر واحد .

مر هذا الشهـر ولم أرها فيه فقد كنت أنا منشغل بتجهيز شقتي الجديدة التي سأنتقل لها إلى أن أتى ذلك

اليوم كانت حفلة رائعـة ويوم لا ينسى .. ولكن للأسف حالتها لم تتغير إلى شيئاً بسيطاً إلى أن أتيت يا

( محمد ) !! فقد تغيرت حالتهــا وعادت أفضل مما كانت ( قالها وهو يبتسم لأم محمد وهي تمسح

الدموع من عينيها ) !! ))

فسكت الأب وأخذ كوباً من الماء عندئذٍ قال محمد :


والآن عرفت سبب دموعك يا أبي !!

قصة طويلــة (( حكمة فقــط !! ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصـة طويلـة !!

19/06/2008


( 1 )

جالس وحيد .. والهم في داخله همـ ( ن ) فريد .. الحزن باين من عيونه
والدموع واقفة خلف جفونه !! .. الأيام مرت
وحالته ما تغيرت
وان تغيرت .. فهي للأسوأ !!
بعد ما كانت الابتسامة على محياهـ .. صار الحزن حياته ودنياهـ !!
ما عجبت الناس حالته .. حتى عدوهـ مارحمـه !!
أصبح طبعـه كئيب ! وحياته جحيم .. لا ليل مريح ولا صبح جميل !!
جيت له وسألته : وش فيك يا ولد الأجواد .. رد علي وقال : قصة طويلـة !
( 2 )

حالته حالة ! وعيشته صعبـة ..
وحيد عايش حياته .. والله معطيـه من رزقه
قالوله وش تنتظر تزوج وبنت الحلال جاهزة .. قالوله أخطب وتوكل على الله !!
لكن باءت محاولاتهم بالفشـل !! .. علموه أن الزواج استقرار وان العيال نعمة الدار .. وهذي الحيـاة !
بس للأسف رفض وقال : أنا غير وطبعي غير وقصتي غير !
سألوه وش قصتك .. قـال : قصـة طويلـة !!

( 3 )

الإبتسامـة ما فارقت وجهه .. والفرحة ظاهره فيه كله !
وما أحلى الإبتسامة .. تشعرك بالراحة .. بالتفاؤل بالطموح ..تبعدك عن ضيم السنين .. وتنسيك غدر الأياام .. حلوة وعذبة وبدونها مدري كيف بنعيش !!
ياحلاتها في وجهه .. تشرح صدرك وتحبه !! .. قلت له : أشوف اليوم فرحان وش اللي صاار
رد علي وقال : شيء حلو جاني .. أزاح هم أيام خاويـة !! وسنين ماضية .. وشقى ليالي سابقة !!
الهم والغم رااح .. والحزن والألم طاار .. حققت مرادي .. وتحققت آمالي .. وعشت أنا وأحلامي !
ما فهمت له فقلتله : وضـح كلامك ؟
قـال : قصة طويلة !!

/
\


* ومـضـة بإيجاز لاختصار أعلاهـ *


أن أي شيء لم يأت محض صدفـة !!

/
\

رذاذ ليس كرذاذ الصيف بل رذاذ الفكر !!










بقلم / خالد البراهيم





19/07/2008







بسـم اللــه الرحمــن الرحيــم






لـيـل بهيـم .. القمر هلال في أول الشهر .. طريق معتم . . النهاية فيه غير واضحـة ..

أقف بصمت والغيوم تحاول أن تخفي ضوء ماتبقى من الهلال !

أنظر للطريـق .. أراهـ مظلم .. مرعـب .. طويـل .. ليس ممهـد .. مليء بالطين والوحل .. وبالشوك والحنضل ..!

لو أعلم أن ( أواهـ ) تجدي قبل أن أبدأ .. لصرخت أواه وأهواه .. لكني أعلم أنهـا كلمة عابرة لا تسمن ولا تغني من جوع !

سأنتظر الصبـاح .. والفجـر الجميـل .. ولكنه لن يأتي .. إلا بعد فوات الأوان .. إما خيراً أو شراً !!

أأبكي الماضي الجميـل ........ ماضي العز .. ماضي الشموخ .. أأبكي كما بكى مسلموا الأندلس على ضياع دولتهم .. وكما تبكي الحديثة الزواج على موت زوجهـا وأملهـا !!

أعلم مرة أخرى أن الدموع لاتجدي ..!

مجرد رماد .. فتات .. هشيم تذروه الرياح .. قد أكون أنا كذلك .. والمصيبة أدهى من ذلك .. أنني الآن ضـائع مجرد من كل معاني التفكير !!!

قـد تكون كلمـة قويـة .. ولكن للأسـف هذا حالي .. وهذه حالتي ..!

سأشكو إليك ياصاحبـي .. لكن بماذا أتحدث وإن عرفت بماذا أتحدث لن أعرف كيف أنطـق !

أنـا مجرد ( أخرس ) يريد أن يتكلم فلا يستطيع فيلجأ لتلك الورقة البيضاء الصماء التي لاتملك العقل والتفكير والإنسانيـة !

لأنها هي التي تسمع شبيهها الذي جرد من كل معاني التفكير وأصبح ( دمية ) خرساء صماء !

سأضع ! التعجب ! تلو ! التعجب ! وأتعجب ! من نفسي !!

لم قلت هذا الكلام .. وكيف ولماذا !!

ولكن سأضع الجواب أيضاً مباشرة ..


أنا أخرس .. عقلي منزوع مني الآآن !!


وتعجبٌ أيضاً !!



بألم !

K H A L I D

ما بين ملاعب ( الصبـات ) وكــرة القدم الاحترافيـــة واقــع ومستقبــل !!

بقلم / خالد البراهيم
26/09/2008
ما بين ملاعب ( الصبـات ) وكــرة القدم الاحترافيـــة واقــع ومستقبــل !!


بسـم اللـه الرحمن الرحيـم
السـلام عليكـم ورحمـة اللـه وبركاتــه


فـي زمـن لم ( تكن ) تُعرف فيـه ( كرة القـدم ) في رمــال الجزيرة وفيافيهـا وفـي زمن كـانت الحروب هي ( اللعبـة ! ) السـائدة في أرضهـا الصفـراء المجدبـة !

أتـى ( عبدالعزيز ) ليوحـد الجزيرة وأتت ( كرة القـدم ) بعـد أن عـم الأمـن والأمـان فيهـا ..!

قبـل أن يأتي عبدالعزيـز بـل قبـل أن يولـد الملـك الشجـاع ( عبدالعزيـز ) كـانـت الملاعـب ( الأوربيــة ) تزهـو بأبطـالهـا ( الريال والمان والميلان .. ) أي أن ( أوربـا ) لهـا بـاع طويـل في معشوقـة ( الملايين ) !

أي أن تطورهـا أخـذ وقتـاً طويـلاً مـع توفـر ( المـال ) و ( رجال الأعمال ) و ( فكـر الاستثمار ) إلى أن وصلت قارة ( اليورو ) إلى ما وصلت إليـه في زمننـا هذا !

أنـا هنـا ( لا أرفـع ) اللـوم على إتحـاد القارة الصفراء وعلى الإتحاد السعودي الموقـر فمواكبــة التطـور أمر لا بـد منـه وإلا فالمؤخـرة تنتظر المتخلفين عن الركب !

وليس هناك عيب في أن نبدأ متأخرين فالمفترض أن نبدأ مما انتهى منه الآخرون !

وهـا نحـن الآن نسيـر ( مرغمين ) من قبـل ( الإتحاد الآسيوي ) إلى الاحتراف الذي كـان ( حلــم ) كـل نــادي و ( عدم رغبـة ) من إتحادنـا الموقر !

والاحتراف كمـا يعلـم الجميـع ليست كلمـة ( وهميـة ) تنطق هكذا فماهيـة الاحتراف هي جعـل كرة القدم لعبـة مستقلـة بنشاطاتهـا تدار كشركـة لهـا مساهميهـا وعملاءهـا وليست فقـط ( مستديرة ) تركـل بالأقدام داخل المستطيـل الأخضـر وليست مصالح شخصيـة تدار بأهواء رجـال همهـم الأكبر الجشـع والطمـع !

وهـاهو الاحتراف يضـع ( لبناتـه ) الأولى في ( كرتنا السعوديـة ) من خـلال تأسيس هيئـة دوري المحترفين والتي هي منظومة إدارية أفرادها هم نفسهم أفراد الرئاسة العـامة لرعايـة الشباب !!
ولعلي في هذا الموضوع أتكلم عن الاحتراف السعودي بين الواقع والمأمول :

- أندية كرة القدم :
هي أنديـة خاصـة ( منعزلـة ) عن أي نشـاط للنـادي يعني مثلاً نادي الهلال السعودي يختلف عن نادي الهلال السعودي - لكرة القدم – بطاقمـه الإداري بل وحتى في مبنـاه والشركة المستثمرة مسؤولة عن نشاطات كرة القدم .
وحتى الآن لم نرى سوى ( شعارات ) الأنديـة - لكرة القدم - والتي أتمنى أن لا تكون هي مفهوم ( انقسام كرة القدم عن النادي ) عند الأندية وهيئة دوري المحترفين فالاحتراف أكبر من شعـار رسم ببرنامج الفوتوشوب !!
- خصخصـة الأنديـة :
أظن بأنهـا هي أهم خطوات الاحتراف ( الصحيح ) فهي تخرج الأندية من ( مزاجية ) أعضاء الشرف إلى فكر تجاري واستثماري بحت تبحث عنه ( الشركة ) أو ( رجل الأعمال - مالك النادي - ) عن طريق رجال أكفاء يتولون مناصب مجلس إدارة النادي وبوجود الشركات يكون البقاء للأفضل وليس هناك أي مصالح شخصية في أورقة النادي وكلنـا يعلم كيف كان نادي تشلسي الأنجليزي وكيف أصبح بعد أن اشتراه رجل الأعمال أبراهيموفتش ووصل بالفريق إلى أفضل الفرق الأوربية في سنوات قليلة لا تتجاوز الـعشرة أعوام وأيضـاً أرى أن نادي مانشستر سيتي يسير على نفس النهج بعد أن اشترته شركة أبو ظبي الإماراتية وهذا يخلق روح المنافسة بين الأندية مما يعود على الوطن بفوائد جمة ولعل أبرزهـا تطوير المنتخب الاول لكرة القدم , وحتى الآن لا مكان للخصخصة في الكرة السعودية فالعقود التي أقامتها الأندية مجرد شراكة فقط وليس للشركة الحق في ملك النادي والمفترض أن يكون للنادي أسهم معينة من يشتري اغلبها يكون مسؤول عن النادي .
- المـلاعـب :
تعتبر الملاعب واجهة لاحترافية الدولة في كرة القدم وبالنظر إلى ملاعب المملكة العربية السعودية فهي - فاشلة - بجميع المقاييس , فلا يوجد ملعب جميل لكرة القدم وأيضاً لا يعنى بترقيم المقاعد في التذاكر وهذا شيء مهم بالنسبة للمشجع ويزيد من معدل الدخل الجماهيري للمباراة والمشاهد في ملاعبنا - تثير القهر - فمن ملاعب الصبات إلى الذهاب إلى المباراة - في بعضها - قبل بدايتها بـ 5 ساعات وهذه المشكلة تعود إلى عدم نطبيق الإحترافية في ملاعبنا ولعلنا نرى في المستقبل القريب أندية تنشئ لهـا ملاعب خاصة كملعب ( أولمبياكوس ) الجميل والذي دشن هذا الصيف فبناء ملعب للنادي له مدخوله المادي الكبير .
- الاكادميات التدريبية :
كالهلال والإتحاد والشباب والاهلي والنصر من الخطأ أن لا نرى لهم ( أكادميات ) في خارج مدنهم فالاكادمية لا تكلف النادي الكثير بقدر ما تفيد النادي الكثير ولنرى كيف تكون اكادميات الفرق الأوربية المنتشرة حول أرجاء العالم وليس حول دولة واحدة فقط ولأضرب في دولة البرازيل خير مثال فمن يشاهد الأكادميات المنتشرة في تلك الدولة لا يستغرب ظهور المواهب من بلاد السامبا , فعلينا أن نعتني بالأكادميات لاحترافية أفضل .
- جدول الدوري والمشاركات السعودية :
إن هذا لشيء عجاب لمن يرى مباريات الدوري هذا العام وهو يقام في جميع أيام الأسبوع من السبت إلى الجمعة وأيضـاً قرب المباريات من بعضها البعض فالهلال سيقابل نجران والوطني والاهلي والنصر في أيام لا تتجاوز المدة بينها أربعة أيام وقد تصل مدة الراحة إلى شهر في بعض فترات التوقف وأيضـاً أستغرب أن تقام ثلاث جولات في ( أيام الفيفا للتصفيات ) وهذا ما يشكل ضرراً على الأندية التي تملك محترفين دوليين كرالديس وويلهامسون في الهلال حث أنهم سوف يغيبون ثلاث مباريات عن مباريات الهلال والسبب جدولة الدوري الغريبة !
أمـا الجانب الآخر وهو المشاركات السعودية فللأسف دخلنـا عالم الاحتراف ونحن لا زلنا نشارك ( رسمياً ) في بطولات غير معترف بها من قبل الفيفا كالبطولة العربية للمنتخبات والأندية والبطولة الخليجية للأندية فهي بطولات فقيرة سواء للأندية أو المنتخب وليس لها أي فائدة فنية إلا بطولـة الخليج للمنتخبـات والتي تكون قويـة بعض الشيء وسلبية هذه البطولات عدم استفادة الفرق منهـا و ( لخبطة ) جدول الدوري وكثرة المؤجلات , لذا فعلى الإتحاد السعودي لكرة القدم وضع حد لهذه المشاركات وعدم المشاركة إلا في بطولات رسمية معتمدة من قبل الفيفا ويتجاوز عن ذلك بطولة الخليج للمنتخبات .

وهنـاك الكثير الذي لم أتطرق لـه وأنا على إيمان ويقين بأن هنـاك تطور قادم ورهيب في الكرة السعوديـة فنحن لا زلنا الآن في أول خطوة ولكن يجب علينـا الإسراع بالخطوات قليلاً لنصـل إلى ما وصل العالم إلـيـه فالموهبة متوفرة والفكر موجود , ولكن بقـي العقل الذي يدير هذه الأشياء !

الحيــاة صعبـــة

الحياة صعبة
كتب / خالد البراهيم


..☀..

[ الســلامے عليـكـمے ورحمــة اللــہ وبرگـاتــہ ]


• الحيــــــــاة صعـبـة •

■ [ صعبـة ] للعاجز !!
■ [ صعبـة ] لليائس !!
■ [ صعبـة ] للنائم !!

[ صعبـــة ]

لمن جعلهـا صعبـة .. وجعل عمرهـ يأس وشكوى .. وجعل من الماضي شماعـة له لكي لا يعمـل وجعل الحاضر لهو ولعب ولا يحصى كم مقدار تعاسته وهو يلعب ؟!!

[ صعبــــة ]

لمن قال : ( فلهـا وربك يحلهـا ) .. وركض وراء كل ما يسلي نفسـه ويبهج روحـه في لحظـات وما يلبث إلا وأن يعد الأيام حزنــاً وكآبـة !!


~..~

في هذا الموضـوع .. كلام عن التحدي والطموح الأمل والرغبة والحلم لكـي تكون [ الحياة سهلـة ] ولأنفي مقولة [ الحيـاة صعبـة !! ]

~...~

【1 الطموحـ..

للنجــاح قصـة .. بدايتهـا طموحـ ونهايتهـا ( سعادة وراحة ) .. الطموح يا أعزائي هو اللبنـة والأساس التي تجعل حياتك تميل للسعادة , فمجرد أنك تطمح لأمر عظيم بالنسبة لك فإنك في هذه الحالة ستطمح لأن تكون سعيداً ولتكون حياتك سهلة لا يعكرهـا أية شائبـة وما أجمل الإنسان أن يطمح لأمر ( سام ) يعود بالفائدة لـه ولدينه ووطنـه ...

【 2 العمــلـ..

عندمـا نطمـح فقط فهذا سيكون مجرد حلم وخيالات وأفكـار لا تمت للحقيقة بأي صلـة ولكن عندمـا نريد أن نحقق هذا الطموح والحلم ونجعله واقع ملموس فإنه ينبغي علينـا أن نعمـل لكي نصل إلى ( الهـدف ) وبطبيعـة الحـال فإن العمـل يكون صعبـا ولكن غالباً ما يكون ( ممتعــاً ) لأن طبيعة النفس البشرية تهـوى أن تعمل عملاً صعبـاً وعليك أخي القارئ أن تتذكر أحد أعمالك الصعبـة والتي حققت فيها نجاحاً باهراً وانظر كم كنت مستمع لحظة عملك وعند انتهائك من العمـل ولكي يكون عملاً ( كاملاً ) ينبغي عليك الحرص والتفاني فيـه وجعل كامل تركيزكـ منصب عليـه وعدم جعله ثانوياً ...

【 3 الـرغـبــة وعدم اليأسـ..

في إنهاء هذا العمـل أو المشروع أو أياً كان بحيث تكون على نسق معين من القوة والرغبة على إنجاز عمل سيؤدي إلى نجاحك ولا تظن عزيزي بأنك ستصل بيسر وسهولة فغالبـاً ما تواجهك الكثير من العراقيل فمتى ما استسلمت لها ستكون ( الحياة صعبــة !! ) ولكن إذا جعلت لنفسك قوة داخلية وإصرار على تجاوز المعضلـة فحتمــاً وبعد توفيق الله ستنجـح .. ولا تيأس أخي الفاضـل فاليأس داء ودواءه الإصرار والرغبــة ...

【 4 الالتجــاء لرب العالمينـ..

من ينير القلوب والدروب ؟
من يفتح العقل لحظة إغلاقه ؟
أو من خلق العقل والقلب ؟
ومن ينجي الفلك في ليلة عاصفة ؟
ومن يحي العظام وهي رميم ؟
ومن أنجى ذو النون من بطن الحوت ؟
ومن يقول ( أدعوني أستجب لكم ) ؟
إنــــــــــه اللــــه
ما أجمـل صرخة في هجيع الليل والناس نيام .. يا الله !!
ما أجمل دمعة في سجدة مع صرخة مكبوتة .. يا الله !!
ما أجمل يد راجية خاشعة مرتجفة بنداء .. يا الله !!

واجعل هذه نصب عينيك : واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك
فمن لنــــــا سواكـ يا اللـه ..؟
وإن الدعاء حقاً لمتعـة يستمتع بها الإنسان فليس هناك أجمل من دعوة صادقة لرب رحيم حلاوتها في القلب وطعمهـا عسل في اللســان ...



【 5 شكر اللـــهـ..

وبالشكر تدوم النعمـ وللأسف أن كثير من الناس بعد أن يعمل عملاً وينجح فيه ينسب النجاح لنفسه وأنه هو من صنع مجده وبتفكيره وعقله وقوته أستطاع أن ينجح وهكذا وينسى من تفضل عليه بنعمتـه فلولا الله لم يكن موجود ولولا الله لما حالفه التوفيق في عمله فكن يا أخي شاكراً لنعم الله وأنسب كل أمر حسن لك للـه فستحصل على السعادة والراحة والطمأنينة ...



【 6 مواصلة سيركـ..

إن من أخطر الأشياء التي تجعل الإنسان يفشل في نجاحه بعد أن حققه هو الاكتفاء أو التوقف عما أكتسبه ويميل للعب واللهو دون التفكير والطموحات والخيالات والإبداعات ففي هذه الحالة تنقلب الحياة إلى حزن لذا ينبغي على الإنسان مواصلة سيره وكما قيل ليس الصعود في القمة كما المكوث فيهـا فكن يا أخي دائمة في القمـة ...

~...~

[ السعـادة ]
يا عزيزي .. طعمهـا حلو ,,
تأتي بالعمـل
و [ العمــــل ]
يا عزيزي .. فيه لذة
تأتي بالجهد

و [ الجهـد ]
يا عزيزي .. فيه قوة
تأتي بالفخر

فابحث عن السعادة ,, وليس هنـاك أحلى من سعادة الآخرة

[ فاعمــل لهـــا !! ]


~...~


آهــات لـ ح ـروف أحزانـــي !!

قفي ..
على شرفات الزمن !

وأمضي ..
بين ردهات الماضي !
وشاهدي الحكاية .. وأستمتعي بتلك المشاهد والصور !
أيتها الحروف ..

أجيبي طلبي وأعتبريه أمرا !
فستسمعين جواب صمتي !
وستعلمين سبب نشيجي !
وعندما تعرفين مالخطب سأنطق بصوت متحشرج :

تلك الحياة ظالمة .. قاسية !
آتي لها بشق الأنفس .. وبألمي وألم غيري !
تتوجع أمي القلب الحاني وتتألم وأنا في بطنها وعند ولادتي !
وأفارق بألم وحزن !

ببكاء العزيزين ونحيب الحبيبين ..
والدموع تسري مدرارا لرؤيتهم !

ومخيليتي تسابق الزمن لتذكر الماضي ..
ألم أقل إنها قاسية ؟!!
يا أيتها الحروف أجيبي عن سؤالي !
أألام على حزني وبكائي ؟
أجيبي أرجوك !!

واقطعي حبل الصمت فهدوءك يزعجني !
وارحميني ..
وأعطفي على قلب
عاش العذاب .. وعاش الألم !
وسطري ( أيتها الحروف ) ..
حكايتي .. وحكاية أحزاني !
واكتبيها بالدم الأحمر ..!
فدمي هو من يستطيع التعبير عن حالي ..
وليعرف الجميع جراح قلبي بلون النزف ..
أكتبي الحكاية ( أيتها الحروف ) ..
على من وطأت قدامي عليها !على أرض كانت شريكة لعذابي !
على بقعة حست بألمي ووقفت صامتة تنظر بكبرياء وتبتسم ابتسامة اللامبالاة !
لطخيها بالدم ليعرف الجميع أن هاهنا كانت الحكاية !
أنقشي أيتها الحروف كلامك في أروع السجادات الإيرانية النفيسة .. ثم ليجلس عليها الملوك والأمراء والوزراء ليعلموا أني عذبت عليها !
وأيضا أروي تفاصيل القصة في الكتب وأجعليها رواية تتناقلها الأجيال وليحكي البشر عنها بدلاً من حكاية ألف ليلة وليلة ولتكن
ألف عذاب ومليون حزن !!
نزف ،،

K H A L I D
22 / 7 / 2008